أشار المفتي الجعفري الممتاز سماحة ​الشيخ أحمد قبلان​ الى "أن الخطاب السياسي لا يجوز فصله عن الخطاب الوطني، وعن مبدأ كرامة ​الإنسان​، بغض النظر عن ​الدين​ والطائفة والمذهب وأي ميل سياسي، لأن كرامة الإنسان فوق كل الاعتبارات والحسابات والمصالح، وفي حال انتهكت أو تعرّضت للإهانة والإذلال سقط الوطن وانهار. وهذا ما نعيشه في هذا البلد بسبب سرطان الطائفية، وكذبة الخطاب الوطني، لأن ما يمارس من قبل ​السلطة​ السياسية هو بخلفيات طائفية بغيضة، ليس لها أي علاقة بمواطنية وبإنسانية، بل هي متاجرات سياسية بأقنعة دينية".

ودعا سماحته في رسالة الجمعة لهذا الأسبوع، "شعبنا وشركاءنا في البلد إلى التماسك والتكاتف للوقوف في وجه هؤلاء الفاسدين والمتاجرين بالبلد، لأن العواقب ستكون وخيمة، إذا لم ننتفض جميعاً على أوثاننا السياسية والطائفية والوظيفية، ونكون معاً مسلمين ومسيحيين من أجل نظام سياسي جديد، يحمي المواطنة والوطن وليس الطائفيين. فهذه الأطر في تكوين السلطات قد سقطت وأسقطت معها كل الأقنعة، وبانت كل السوءات التي لا مبادرة فرنسية ولا سواها من التسويات والمحاصصات قادرة على إخفاء قبحها، وطمس ما ارتُكب بحق الوطن وحقوق الناس".

وأما في ما خصّ ​تأليف الحكومة​، اعتبر سماحته أنه "للأسف يبدو أنه لم يعد لدينا الرجال الرجال، الذين يصلحون ويتقنون فن ال​سياسة​، فهم بحاجة دائماً إلى متعهّد وولي أمر من الخارج كي يرعاهم. ونحن أمام أمتار قليلة باتجاه إما تسوية نستطيع من خلالها إنعاش البلد اقتصادياً بحده الممكن، أو ​انتحار​ سياسي وسط بلد يغرق في وحل الأنانية والفوضى والنفاق والفدراليات الدولية؛ فافهموا واعقلوا".

ونبّه المفتي قبلان إلى "أننا في واقع صحي خطير وينذر بكوارث، إذا لم نستشعر نحن كمواطنين قبل غيرنا بأننا مسؤولون عن صحتنا وعن ​الأمن​ الصحي لمجتمعنا، بالالتزام بكل الإرشادات الصحية التي تقينا هذا الوباء الشرس. وحتى لا نصل إلى الكارثة الصحية، ندعو اللبنانيين جميعاً إلى التعامل مع هذا الوباء بكثير من الجدية. وهو واجب شرعي وقانوني وأخلاقي وإنساني، والاستهتار في التعامل مع هذا الوباء لا يجوز؛ إذ يكفينا وباء السلطة الفاسدة".

وتوجه سماحته لهذه الطبقة السياسية ولكل المحيطين بها من مافيات مالية ومصرفية وتجارية قائلاً:"بسببكم وسبب فسادكم وجشعكم وأطماعكم وسوء إدارتكم، الثقة بكم أصبحت معدومة، فأنتم على ما طُبعتم عليه من قلة ضمير وغرائز طائفية، تمعنون تخريباً بهذا البلد، وتدميراً لما تبقى منه، لا سامحكم الله على أفعالكم؛ قبّحكم الله من قوى، لا براءة لكم، ولا ثقة بكم، ولا شرعية لكم بعد الآن، ومن حملكم على الأكتاف بالأمس حتماً سيسقطكم عما قريب".