اعتبر عضو كتلة "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن، في حديث لـ"النشرة"، أن "العقبات التي تحول دون ​تشكيل الحكومة​ العتيدة موجودة في ​قصر بعبدا​، فرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري التقى رئيس الجمهورية عدة مرات وحتى الآن لم يُتخذ القرار"، مشيرًا إلى أن "ما حذّرنا منه في السابق حول ترحيل التعطيل من مرحلة التكليف إلى مرحلة التأليف ربطًا بعوامل خارجية أًصبح أمرًا واقعًا".

ورأى أبو الحسن أنه "قد يكون لدى البعض في لبنان رهان على استلام ​الإدارة الأميركية​ ​الجديدة​، بحيث لا يقدمون التسهيلات للجانب الفرنسي بل للأميركيين لجني مكاسب إقليمية"، لافتًا إلى أن "البلد يتجه نحو الحضيض بينما نفوّت على أنفسنا مجموعة من الفرص ك​مؤتمر​ دعم لبنان المخصّص للمسائل الإنسانيّة، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي للحصول على المساعدات الخارجية"، معتبرًا أن "ما يجري اليوم لا يرقى إلى مستوى المسؤولية الوطنية في الممارسة، وبالتالي رأس الحكم في لبنان هو من يتحمّل المسؤولية لأنّ باستطاعته حسم الأمور، وليس من مصلحته أن يتآكل عهده بهذه الطريقة".

وحول إمكانية أن تسهم زيارة مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل إلى لبنان في تذليل العقد الحكومية، أوضح أبو الحسن أن "طرح الموفد الفرنسي كان موّحدًا لدى الجميع وهو يتمحور حول تشكيل حكومة مهمة تنفّذ الإصلاحات، والزيارة تأتي في إطار الحثّ، ولكن اتساءل اذا كان الرئيس الفرنسي قد زار لبنان شخصيًا ولم تلبِّ القوى السياسية شروط المبادرة الفرنسية الإصلاحية فلا أتوقع أن يتبدّل الوضع اليوم"، مذكرًا بأن "المبادرة لن تبقى إلى ما لا نهاية وسيصل الفرنسيون في النهاية إلى حالة من اليأس وينسحبوا في لحظة ما وعندها لنرى ماذا سيفعل المعرقلون".

وردًا على سؤال حول اتهام ​الحزب التقدمي الإشتراكي​ بالمشاركة في "المحاصصة الحكومية" وأن الملف يُدار بعيدًا عن وحدة المعايير، شدّد أبو الحسن على أن "الإشتراكي يعمل منذ البداية على تسهيل ولادة الحكومة، ونحتاج إلى الكثير لنحصل على حصتنا الحقيقيّة بحسب حجم تمثيلنا، ولا يستطيع أحد أن يرمي الكرة في ملعبنا فنحن ضحّينا ولا نزال في سبيل المصلحة الوطنية، والسؤال يجب أن يوجّه إلى من يستأثر بالوزارات ويطالب بالثلث المعطّل ويريد السيطرة على مفاصل الدولة ولا ينتبه بأننا نسير سويًّا إلى الهاوية".

وسأل أبو الحسن: "لماذا لا يبادر رئيس الجمهورية (​ميشال عون​) إلى تذليل العقبات فهو شريك في ​تأليف الحكومة​، و​الشعب اللبناني​ اليوم لا يرغب بالإستماع إلى التبريرات"، كاشفًا أن "زيارة رئيس الحزب الإشتراكي النائب السابق ​وليد جنبلاط​ إلى عين التينة كانت بهدف التشاور، ولكن للأسف وحتى اللحظة لا أجواء توحي بقرب تشكيل الحكومة".

وعن اتهام الجانب الأميركي بالسعي للعرقلة في لبنان من خلال العقوبات، استغرب أبو الحسن إلقاء المسؤولية على الخارج، مضيفا: "لنفترض أن أيّ دولة خارجية تريد التآمر علينا لماذا لا نسير في اتجاه معاكس ونجري الإصلاحات المطلوبة ونساهم في بناء دولتنا"؟.