أشار عضو المكتب السياسي في ​التيار الوطني الحر​، ​وديع عقل​ إلى أن "الرسالة التي وجهها المحقق العدلي ​القاضي فادي صوان​ الى ​مجلس النواب​ تضمنت أسماء 4 رؤساء حكومات و11 وزيرًا، وبالرغم من أن هذه المراسلة تشكل مخالفة دستورية كونها تتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات، كان المفترض بالقاضي أن يدّعي على جميع الأسماء التي ذكرها"، متسائلا: "ما هو المعطى الذي تغيّر حتى أخرج صوان رؤساء الحكومات السابقين ​سعد الحريري​ وتمام سلام ونجيب ميقاتي من المسؤولية التقصيرية واكتفى بالإدعاء على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب"؟!.

وذكّر عقل بأن "التحقيق الذي نسمع عنه اليوم يقتصر على مسؤولية التقصير، بينما التحقيق الجنائي وكيف انفجرت المواد ومن يقف خلفها اذا كانت ​اسرائيل​ أو عمل تخريبي من التكفييرين، كل هذه الأسئلة لا نعلم أي تفاصيل حولها"، مشددًا على أن "التصرف القضائي بشأن ​انفجار مرفأ بيروت​ غير لائق وليس على قدر المسؤولية، كما نسأل أين الإدعاء على القضاة الذين تعاطوا في هذا الملف بشكل مباشر".

ولفت عقل الى أنه "بعد مرور أيام على انفجار بيروت ظهرت مسؤوليّة وزير الأشغال الأسبق غازي زعيتر لجهة التقصير، وطلبت من مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات التنحي بسبب المصاهرة المباشرة، واليوم ظهرت الامور بوضوح وبات التنحي إلزامياً".

ورأى عقل أن "وحدة المعايير غابت عن تصرّف القاضي صوّان، فكيف يتمّ الادعاء على وزراء دون آخرين"، موضحًا أن "المدير العام لأمن الدولة ​اللواء طوني صليبا​ أبلغ دياب بوجود مواد خطرة في المرفأ، ولكن الأخير تلقّى نصيحة من أجهزة أمنيّة أخرى تفيد بعدم خطورتها، كما أن صليبا حذّر مجلس الدفاع الاعلى ولم يتّخذ أمينة العام اللواء ​محمود الأسمر​ أيّ تدابير احترازيّة"، معتبرًا أن "الضباط الموقوفين اليوم من مختلف الاجهزة الأمنيّة قاموا بواجباتهم والأمور واضحة وهناك مراسلات في هذا الشأن".

ولفت الى أن "التحقيق حتى الآن غير مقنع ومن هنا أدعو ​مجلس القضاء الاعلى​ والمحقق العدلي للنزول الى المناطق المتضررة والاستماع الى صرخة الناس، لأن الاستمرار بنفس المسار سيؤدّي لفقدان الأمل"، مذكرًا بأنه "منذ الايام الاولى طلبت من مجلس القضاء تعيين ناطق رسمي لإطلاع الرأي العام على التفاصيل بما لا يؤثر على مسار التحقيق".

وردًا على سؤال حول تغيّب حاكم مصرف لبنان ​رياض سلامة​ عن الحضور أمام المدّعي العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية ​غادة عون​، كشف عقل أنه "وفق افادات الصيارفة كان هناك الزامية للاستماع الى سلامة، الّذي يتوجب عليه أن يقول أين هي أموالنا، وهذا المسار سيستمر، وبحسب ما علمت فإنّ سلامة تذرّع بالظروف الأمنيّة، ولكنه تعهّد بالحضور في موعد جديد بعيدًا عن الإعلام، والاهمّ أنه سيمتثل أمام القضاء"، معتبرًا أنّ "الملفت في الأيام الماضية هو وعي الناس، والتظاهرة التي حصلت في محيط منزل الحاكم مؤشر على ذلك".

وفي الختام، رأى عقل أن "الحملة من قبل الفاسدين على القاضية عون واللواء صلبيا طبيعية جدًا، وهذا أكبر دليل على النجاح، ورئيس الجمهورية لطالما أكد أن المعركة بمواجهة الفاسدين ليست سهلة بل أن حزب الفساد في لبنان لا يزال قويًا، ولكن لن نستسلم وسنبقى نناضل في هذه المعركة".