لفت مدير ​المركز الكاثوليكي للإعلام​ الخوري ​عبده أبو كسم​، خلال مشاركته في مؤتمر صحافي عقده رئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" المطران ​شكرالله نبيل الحاج​، قدّم فيه رسالة ​البابا فرنسيس​ لليوم العالمي الـ54 للسلام، بعنوان "ثقافة الرعاية: مسار للسلام"، إلى أنّ "رسالة البابا فرنسيس هذه السنة، تندرج في إطار الأزمة العالميّة الّتي سبّبتها جائحة "​كورونا​"، والأزمات الإقتصاديّة والسياسيّة الّتي تهزّ بعض البلدان والّتي يعانيها وطننا العزيز ​لبنان​".

وركّز على "أنّنا كلبنانيّين، نعاني أزمات متعدّدة، جرّت الوطن إلى مشارف الانهيار الكبير، لكن يبقى رجاؤنا معلّقًا على طفل المغارة سيّدنا ​يسوع المسيح​، ونجمه الصبح أمّنا ​مريم العذراء​ الّتي ستحوّل بشفاعة إبنها ظلمتنا إلى نور"، مشدّدًا على "أنّنا في وضع حرج جدًّا، ولا يمكن أن نصمد إلّا عبر الاعتناء بعضنا ببعض منكبّين على نسج علاقات أخويّة، تقضي على ثقافة اللامبالاة الّتي تضرب فئة من شعبنا، فلا يمكن الخروج من نفق الظلمة إلّا بتضامننا مع بعضنا البعض؛ على مثال الجماعة المسيحيّة الأولى الّتي عاشت روح المشاركة حتّى لا يكون فيها محتاج واحد".

وأشار أبو كسم إلى أنّ "كَم أحوجنا اليوم إلى روح التضامن هذه، هذه الروح يجب أن ترتكز على اقتناع ذهبي، وهي أن نعرف أنّ كلّ عطيّة من الله هي بالنسبة إلينا حق مشترك، ومن أجل استخدام مشترك، فالتضامن في ما بيننا يعبّر عن محبّتنا للآخر". وأوضح أنّ "المطلوب اليوم الابتعاد عن ثقافة الإقصاء، اللامبالاة والتهميش، وفي المقابل، تعزيز مفهوم ثقافة الرعاية الّتي ترتكز على المحبّة. فالأولويّة في الكنيسة هي لخدمة المحبّة أي للفقراء، وتربية الصغار والاعتناء بالمهملين والمهمّشين الّذين باتوا الأغلبيّة الساحقة في وطن يتصارع زعماؤه على تقاسم الفتات، بعدما قضوا على مقدّراته".

وذكر أنّ "البابا فرنسيس توجّه إلى اللبنانيّين في رسالة خاصّة بمناسبة ​عيد الميلاد​، وطالب المسؤولين بتغليب المصلحة العامّة على المصالح الخاصّة، مستشهدًا بكلام المكرّم البطريرك ​الياس الحويك​"، معلنًا "أنّنا نجدّد اليوم الصرخة، ونقول: "شعبنا قلق على مصيره، على مستقبل أولاده، على هجرة شبابه، على لقمة عيشه وتوفير دوائه، على جنى عمره، قلق على وطن ينهار بعد مئة عام على قيامه. فيا أيّها المعنيّون حكّموا ضمائركم قبل فوات الآوان. أنقذونا وأنقذوا لبنان".