بعدما أعلن ​وزير الصحة​ في ​حكومة​ ​تصريف الأعمال​ ​حمد حسن​ أن شركة Pfizer ستبدأ بتسليم ​لبنان​ الدفعة الأولى من لقاحات ​كورونا​ في منتصف شباط الجاري وأن منصة covax سترسل الدفعة الأولى من لقاح Astrazeneca في الأسبوع الأخير من شباط، أصبح من الضروري السؤال، كيف ستوزع اللقاحات على اللبنانيين وما هي المعايير التي ستعتمد في التلقيح؟ من سيحصل على لقاح Pfizer ومن سيحصل على لقاح Astrazeneca؟ وهل يحق للمواطن الذي يدخل الى المنصة الإلكترونية لتسجيل إسمه ان يختار نوع اللقاح الذي يريد؟.

في إختيار اللقاح بين فايزر-بيونتك وASTRAZENECA لا قرار للمواطن لأن الأخير عندما يدخل الى المنصة التي أطلقتها ​وزارة الصحة​، لا يمكنه الإختيار، بل كل ما يحق له هو حجز دور له في عملية التلقيح.

لماذا نسأل عن حق المواطنين في إختيار نوع اللقاح؟ لأن فعالية لقاح فايزر-بيونتنك تصل الى 95% بينما تتراوح فعالية أسترازينيكا بين 62 و90 %، وبسبب هذا الفارق في الفعالية قد يفضل المواطنون لقاح فايزر-بينوتك الأميركي الألماني على astrazeneca الإنكليزي، فهل ستلعب الواسطة والمحسوبيات دورها حتى في عملية توزيع التلقيح؟.

مصادر وزارة الصحة تنفي نفياً قاطعاً أي كلام قد يقال عن واسطة ومحسوبيات، مؤكدة أن عملية التلقيح ستحصل بحسب الأولويات وبحسب الفئات العمرية والصحية والمهنية التي وضعتها الوزارة (كبار السن والأطباء والممرضين ومرضى ​الأمراض​ المستعصية والمزمنة... الخ)، فعندما تصل الدفعة الاولى من فايرز وعددها حوالى 250 ألف لقاح، سيبدأ تلقيح الأشخاص الذين يحق لهم باللقاح قبل غيرهم، وعندما تصل الدفعة المرسلة من أسترازينيكا تستكمل عملية التلقيح وأيضاً ودائماً بحسب الأولويات. مصادر الوزارة تكشف ان لقاح فايزر إنضم الى لائحة منصة كوفاكس في الآونة الأخيرة، ولكن بما ان فايزر تعاني في دول ​الإتحاد الأوروبي​ من تأخير في تسليم الكميات المطلوبة الى الدول التي طلبتها، طلبت وزارة الصحة من كوفاكس تزويدها بلقاح أسترازينيكا وذلك بهدف توسعة مروحة التلقيح لأكبر شريحة لبنانية في النصف الأول من آذار وكي لا يتم تلقيح الدفعة الأولى من فايزر فقط، وبالتالي إنتظار الدفعة الثانية التي ستصل في الربع الثاني من العام 2021.

لكل ما تقدم، وإنطلاقاً من التجارب المعتمدة في دول العالم حيث لا يختار المواطن نوع اللقاح الذي يريده، ستعمد وزارة الصحة الى تقييم حالة كل شخص على حدى وبنتيجة هذا التقييم، ستختار له اللقاح الذي يتناسب مع وضعه الصحي خصوصاً ان فايزر وأسترازينيكا حصلا على الموافقة الطارئة من ​منظمة الصحة العالمية​ ويتم إعتمادهما في الكثير من دول العالم.

كل هذا الكلام عن التقييم الصحي وغيره، وعن الأولويات البعيدة كل البعد عن الواسطة، يبقى حبراً على ورق إذا لم يترجم فعلياً على الأرض عندما تبدأ عملية التلقيح. إمتحان ستخضع له ​وزارة الصحة العامة​ واللجنة التي يرأسها الدكتور ​عبد الرحمن البزري​ قريباً، ونتيجة هذا الإمتحان ستصدر ستبدأ تباعاً بالصدور بدءا من نهاية آذار المقبل.