رأت مصادر سياسية لـ"الجمهورية" أنّ المسعى الفرنسي مهدّد، كونه يتواكب مع واقع لبناني منقسم على ذاته، بين من يريد للمبادرة الفرنسية أن تسلك طريقها الى النفاذ، وبين من يريد أن يقطع عليها الطريق، وحتى ولو كانت قوة الدفع الفرنسية في اتجاه انجاح المبادرة أقوى هذه المرة مما كانت عليه، مع اعلانها آخر آب الماضي، فإنّ نقطة ضعفها او فضلها، تتجلّى في أنّها قد لا تجد من يتلقفها، في بلد يبدو الإنقسام فيه اقوى من كل الوساطات والمبادرات، وبات مفروزاً سياسياً بالكامل بين جبهات متصادمة، بدءاً بالصدام العميق بين ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​الحكومة​ المكلّف ​سعد الحريري​، ومن خلفها الاشتباك العنيف بين "​التيار الوطني الحر​" وتيار "المستقبل"، وكذلك بالعلاقة التي صعدت الى ذروة التأزم بين رئيس الجمهورية ورئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​، ومن خلفها الاشتباك السياسي الناري بين "التيار" وحركة "أمل"، إضافة الى العلاقات الصدامية للتيار مع "​القوات اللبنانية​" و"​الحزب التقدمي الاشتراكي​" وتيار "المردة"، وصولاً الى العلاقة التي بدأت تشهد اهتزازاً وتفسّخاً ملحوظاً بين "التيار الوطني الحر" و"​حزب الله​".

ولفتت إلى انه "قد يستحيل على أي جهد او مسعى خارجي ل​تأليف الحكومة​، أن يتمكن من عبور هذا الجو المقفل، خصوصاً أنّه ما زال آيلاً لأن يتفاقم أكثر، مع استمرار التراشق على اكثر من جبهة، وإصرار بعض الجهات الداخلية على توسيع مروحة الاشتباكات مع كل الاطراف. وهو امر يعني في هذه الحالة، أنّ تأليف الحكومة معلّق على خط ​التوتر العالي​، ما ينذر بترحيله أشهراً إلى الامام، وهذا معناه بقاء البلد في حالة دوران في حلقة الازمات وتداعياتها الخطيرة".