بعد مرور عام ونيف على انتشار ​فيروس كورونا​ بدأت حملة في العديد من الدول لـ"تطعيم" المجتمع بلقاح يقضي على الفيروس الذي ادى الى اصابة الملايين ومقتل الآلاف في ​العالم​... ومع إنطلاق تلك الحملة تساؤلات عديدة تظهر عن فعالية اللقاحات الموجودة في العالم ومدى قدرتها على ​القضاء​ على هذا الفيروس، خصوصا مع ظهور فيروسات متحورة من ​الكورونا​.

دراسات حول اللقاحات

منذ تشرين الثاني 2020 بدأت تظهر سلالات متحورة من الوباء وتحديدا ثلاث سلالات من ​بريطانيا​، ​شمال أفريقيا​ و​البرازيل​. وفي هذا الاطار يشير الباحث في علم الأوبئة في كلية الطب في جامعة ​أوسلو​ البروفسور مايكل عبد النور لـ"النشرة" الى أن "أول سلالة من فيروس كورونا القادمة من بريطانيا ظهرت في 9 تشرين الثاني، الثانية وهي التي ظهرت في شمال أفريقيا وصلت الى ​أوروبا​ في 28 كانون الاول 2020 أما السلالة المتحورة التي ظهرت في البرازيل وصلت الى ​اوروبا​ في 12 كانون الثاني 2020"، مشددا على أن "اللقاحات الموجودة اليوم مثل Pfizer، Moderna، Astrazenica لها فعالية على فيروس كورونا العادي بحيث تخفّف من الأعراض لدى المصاب، لكن الدراسات أظهرت أن هناك مشكلة مع السلالات المتحورة".

الفعالية والسلالات المتحورة

البرفسور عبد النور أشار الى أن "الدراسة أظهرت أنه ومع السلالة التي ظهرت في بريطانيا تنخفض فعالية اللقاح من 94% الى 60%، ولكن ومع السلالات التي ظهرت في البرازيل وشمال أفريقيا فإنّ فعالية اللقاحات تضعف بشكل كبير وفي بعض الأحيان تصل الى حدّ عدم الفعالية أبدا، مثلا الدراسة أظهرت أن لقاح Astrazenica غير فعال في حالة السلالة التي ظهرت في شمال أفريقيا والبرازيل".

لقاحات عديدة استعملت في العالم ضد فيروس كورونا ومنها Pfizer، Moderna، Astrazenica، وحالياً تقوم ​فرنسا​ بتلقيح شعبها بلقاح Pfizer حيث أثبتت الدراسات الطبيّة أنه جيّد ولا يتسبب بمضاعفات، بحسب ما يؤكد رئيس الجمعية اللبنانية الفرنسية لأمراض الغدد الصماء والسكري ​إيلي حداد​. في حين ان الجراح الذي يعيش في ​ايطاليا​ وهو من أصول لبنانية جهاد جبور والذي عايش أزمة كورونا خلال انتشار الفيروس في شمال ايطاليا وعالج المرضى المصابين هناك، يلفت الى أن البعض كوّن مجموعة أفكار أبرزها أن التطعيم بهذه الطريقة ​الجديدة​ وفي الجينات يمكن أن تخلق مجموعة أمراض منها تغيير جينات لدى ​الإنسان​ وهذا الأمر غير صحيح".

اللقاح ضروري

يشدّد الطبيب جهاد جبور الى أن "الدول تفضّل تأخير إعطاء اللقاح لمن أصيبوا بالكورونا خلال مدة ستة أشهر لأنّه يساعد على خلق مضادات حيوية في جسم ​الانسان​ لحوالي الستة أشهر، ومن أصيبوا بالفيروس لديهم المضادات الحيويّة، وبالتالي لا حاجة للّقاح في هذه الفترة"، مشددا على أن "الموت بفيروس "كورونا" إمكانيّته أكبر بكثير من الإصابة بمضاعفات جرّاء اللقاح، وحتى الان لم يثبت أنّه قد يتسبب بمضاعفات"، معطيا مثلا أن "من يأخذ لقاح الزكام يمكن أن يقوم بردة فعل عليه قد تصل الى حدّ الموت أيضاً".

مقارنة بين الدول

"فرنسا قامت باعطاء اللقاح لحوالي المليون فرنسي من أصل 66 مليوناً". هذا ما يؤكده الطبيب ايلي حداد، مضيفاً: "يفترض أن يبلغ عدد الذين تلقوه حتى أواخر حزيران 15 مليوناً"، مؤكداً أنه "سيتم تلقيح الجسم الطبي بداية ومن ثم كبار السنّ، وحتى الآن من تلقوا اللقاح لم يصابوا بأي مضاعفات". في حين أن جهاد جبور يشدّد على أن "في ايطاليا أيضاً يعتمدون نفس البروتوكول وبدأوا بتلقيح الجهاز الطبي ومن هم فوق 80 سنة ومن يعانون من أمراض مزمنة، ويفترض الوصول الى 70% بين تشرين الأول وتشرين الثاني 2021"، شارحاً أنه "وبهذه الطريقة فقط نقضي على الكورونا لأنه يتنقل بين البشر، وكل شخص ينقل العدوى الى أربعة وإذا تلقى السكان اللقاح تقلّ فرص الفيروس بالانتقال، وبهذه الطريقة يموت ويختفي".

إذاً، تسير حملات التطعيم في العالم ضد فيروس "كورونا" على قدم وساق، لتظهر الأيام المقبلة فعالية هذا اللقاح وما سينتج عنه!.