رأى مستشار رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص، رفعت البدوي، أنّ "ما يجري الآن هو محاولة ضغط على رئاسة الجمهورية و"حزب الله" تحديدًا، باتجاه افتعال الفوضى والضغط إلى أقصى الحدود"، مبيّنًا أنّ "الجهات الضاغطة تعرف أنّها لا تستطيع إسقاط رئيس الجمهوريّة ميشال عون، بل إفشال العهد ومنعه من تحقيق أيّ إنجاز، وتنفيذ ما يريده الغرب من لبنان".
ولفت في حديث إذاعي، إلى أنّ "العهد أو عون كرئيس، أخذ قرارًا بأن لا يَطعن بالمقاومة، وأنّ ما يجري ليس بريئًا، والشعارات ذهبت إلى مكان آخر"، موضحًا "أنّنا نواجه مشكلةً مزدوجةً، هي إحراق مراكب عيش الناس والعملة الوطنيّة، والدول الّتي تستطيع أن تلعب بالعملة الوطنيّة". وأفاد بأنّ "يُراد إلى سوريا كما يراد للبنان، أن يكون هناك نظام طيّع للغرب والتطبيع".
وأكّد البدوي أنّ "المشكلة في لبنان لم تعد فقط داخليّة، ومَن يحصر موضوع تشكيل الحكومة بخلاف على حقيبة العدل أو الداخليّة، مخطئ. ممنوع على رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تشكيل حكومة يكون فيها "حزب الله". وأشار إلى أنّ "الإدارة الأميركية الجديدة لا تضع لبنان على لائحتها. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان أوضح، أمّا إدارة الرئيس الحالي جو بايدن هي تكملة لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الّذي اختَلق الربيع العربي والفوضى الخلّاقة والشرق الأوسط الجديد".
وفسّر أنّ "الولايات المتحدة الأميركية عينها اليوم على إيران والصين وروسيا، وبالتأكيد ستذهب إلى التفاوض مع طهران. الولايات المتّحدة أبدت حسن نيّة، لأنّها أفرجت عن بعض الأصول الماليّة الإيرانيّة في كوريا الجنوبية، وبعض المصارف الأميركيّة وَعدت بأنّها ستفرج عن مبالغ إيرانيّة، تحت مسمّى حسن النيّة، لكنّ الأمر بالتأكيد بداية طريق للتفاوض".
وركّز على أنّ "كلّ الأوراق الّتي تُلعب في لبنان، ممسوكة أيضًا في المنطقة". وبيّن أنّه "يبدو أنّ الخليج لم يعد لديه ثقة بإدارة أميركا وقوّتها كما في السابق، فاضطرّ الخليجيّون أن يذهبوا إلى إسرائيل، لضمان ظهرهم من إيران، الّتي أصبحت قوّة هائلة في المنطقة".
كما شدّد البدوي على أنّه "لا يمكن لحكومة أن تُنتج من دون سياسيّين، في حين أنّ المدراء العامين أو من يستلمون الوزارات أو المستشارين، يُفترض ألّا يكونوا سياسيّين"، ورأى أنّ "كلّ الاتصالات والوساطات والزيارات، سببها واحد: لو لم يكن يوجد مقاومة في لبنان، لما كنّا رأينا هذه المبادرات، من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اللقاء مع وزير الخارجيّة الروسيّة سيرغي لافروف".
وأوضح أنّ "الرئيس عون صلب وقويّ، والمقاومة أثبتت وجودها وفعاليّتها، والتدويل والحياد، يدخلان ضمن عدّة الشغل الّتي يُعمل بها. الحياد ليس بقرار من الداخل، بل يتطلّب قرارًا من الأمم المتحدة، وموافقةً من الدول الّتي تحيط بلبنان"، متسائلًا: "إذا حصلنا على موافقة من سوريا، وهذا شبه مستحيل لأنّنا وسوريا واحد، فكيف نحصل عليها من العدو الإسرائيلي؟ طرح موضوع الحياد ليس بالطرح البنّاء أو المنطقي". وشرح أنّه "تتمّ المطالبة بهذا الأمر، لأنّ هناك مقاومة في لبنان. هناك جزء من اللبنانيّين يغيظه وجود سلاح "حزب الله" الّذي يهدّد العدو الإسرائيلي".
وسأل: "ماذا استفاد من يقطع الطرقات؟ هل خفضّوا من سعر صرف الدولار؟ هم يقطعون الطرقات على مَن، على الجائعين مثلهم؟"، مشيرًا إلى أنّ "هذا عمل عبثي يُراد منه إثارة الفوضى في لبنان، وهو مدفوع الأجر". ولفتت إلى "أنّنا لم نفهم شيئًا من بيان بعبدا بعد الاجتماعالاقتصادي، المالي، الأمني والقضائي. هو فقط وصّف الحالة، ونحن لسنا بحاجة إلى ذلك، بل إلى وضع حلول". ووجد أنّ "الأجواء الآن شبيهة بما حصل في عام 1975".
