لفت متروبوليت ​بيروت​ للروم الكاثوليك المطران ​جورج بقعوني​، إلى أنّ "رغم كلّ الظروف الصعبة والأليمة وعلامات الموت المحيطة بنا، الّتي تطرق أبوابنا أحيانًا، إلّا أنّنا نبتسم ونعبّر من خلال الابتسامة عن ثقتنا بالانتصار والقيامة مع المسيح"، موضحًا أنّ "الكلمة الأخيرة في هذه الحياة وفي الحياة الأخرى، هي للمسيح، لا للحكّام أو لأصحاب رؤوس الأموال أو للمتسلّطين على رقاب العباد في كلّ ​الكرة الأرضية​".

وشدّد، خلال ترؤّسه صلاة تقديس النور، ورتبة رش الغار وقداس القديس باسيليوس الكبير، في كنيسة المطرانية- ​طريق الشام​، على أنّ "عدد المسيحيّين الحقيقيّين يتناقص، وصوت المسيحيّين الحقيقيّين مسالم وهادئ لا يرتفع، فالمحبّة لا تصرخ والسلام لا يصيح، ولكنّهم نور العالم وملح الأرض وهؤلاء هم ملح ​لبنان​ ونوره".

وركّز بقعوني على "أنّني أشكر وأثمّن نضال كلّ مسيحي معمَّد، وكلّ من استنار بالمسيح. لهم الشكر والتقدير والإحترام، لأنّهم يجاهدون يوميًّا لتغيير وتحسين أنفسهم ولتحسين المجتمع والوطن"، داعيًا "المسيحيّين المعمّدين من بعض الإكليروس والسياسيّين ورجال الأعمال، والقضاة والأمنيّين والإعلاميّين والعمّال المياومين والآباء والأمّهات والعازبين والعازبات، الّذين سمحوا لأنفسهم بأن يتجاوزوا قيم ​الإنجيل​ وتعاليم المسيح، وأَوصلوا مجتمعنا إلى هذا الدرك السيء، وكلّ منهم يتنصّل من المسؤوليّة ويلقي التبعة على الآخرين"، إلى أن "يتوبوا".

وأشار إلى أنّ "إبليس والحكّام السياسيّين الّذين حكاموا على يسوع، والشعب الّذي صرخ "اصلبه"، اعتقَدوا أنّهم انتصروا وغلبوا المسيح، لكنّ الأخير عندما قام، صرخت الجحيم متنهّدةً"، مؤكّدًا أنّ "جحيم لبنان لا ينقذه إلّا من يتّقي الله ويسير بحسب المحبّة والخير والحق". ودعا الأحزاب إلى أن "تكفّ عن التصارع والتناتش واتهام الآخرين، فالكلّ اشترك في تدمير لبنان وفي إيصالنا إلى هذه الأيّام، سواء أكانوا من المسيحيّين أو من غير المسيحيّين، فكلّ أحزاب لبنان هي طائفيّة ومذهبيّة، حتّى تلك الّتي تدّعي الإلحاد هي أيضًا طائفيّة".

كما دعا إلى أن "يرجع المسيحيّون إلى مسيحيّتهم، وأن يتوبوا ويَعوا أنّ هناك من هو أهم منهم وأعلى منهم، أي ​يسوع المسيح​ المنتصر، الّذي سيدين الخطأة إن لم يتوبوا".