اعتبر المفتي الجعفري الممتاز ​الشيخ أحمد قبلان​ أن "من نهب البلد لا هم له إلا الابتزاز والمزيد من محاولات السيطرة والاحتكار بمختلف أشكاله، أما جوع الناس وجنائزها وبؤسها لا يهمه من قريب أو بعيد، والمتهم بذلك كافة الطبقات السياسية والمالية والإدارية و​الأمن​ية، التي شاركت بهذا الإفلاس والنهب".

ولفت الى أن "البلد بلا حكومة، وإقطاعية التفليس همهم شركاتهم ومؤسساتهم ونفوذهم، حتى لو مات كل ال​لبنان​يين من البؤس. المبدأ عندهم السلطة في خدمة الزعامة وليس العكس، والحكومة "حكومة طرابيش" وليحترق البلد، والدولة أصلا مشروع مزرعة سائبة، والبكاء على الأطلال مجرد مسرحية. أما مبدأ إذا لم يتوفر الخبز للفقراء لن يتوفر الأمن للزعماء، فهذا مبدأ أصبح مفقودا في هذا البلد، لأن "الزعامة مطمني بالها" من أتباع لا يرون ولا يسمعون إلا ما تراه الزعامة، هذا هو لبنان. لبنان الشعب الجائع والزعامة الشبعانة، لبنان ​الطوائف​ الفقيرة والزعامة الثرية، لبنان الطبقات المنهوبة والزعيم الناهب، لبنان الدولة المفلسة والزعيم المتحالف مع شبكات مالية وسياسية نقدية أتت على كل شيء، لبنان الأفران المتعطشة لدم الفقير، لبنان ​التجار​ الخونة للبلد والناس، لبنان الإدارات العامة المنهوبة، لبنان الوزارات الغائبة عن السمع، لبنان الشعب القتيل والزعيم القاتل، لبنان الاحتكار الشامل تحت عين السلطة ومؤسساتها وأجهزتها، لبنان العتمة و​الزبالة​ والجريمة و​البطالة​ و​الفساد​ والعصابات واللعب ب​الدولار​ والأسعار، ورغم ذلك ما زالت الزعامة تعيش وسط امبراطوريات رفاهية ومالية وخدمية لا نهاية لها".

واعبر قبلان خلال خطبة الجمعة أن "الآن البلد بلا حكومة، وجماعة الحكومة بلا عمل، والشعب نائم، وما يجري في كواليس الحكومة هو مجرد ثرثرات فارغة، فيما الناس تتصارع على كيس ​الحليب​ وعلبة الزيت و​رغيف الخبز​ المحتكر واللحم المدعوم، وهناك من ينهب البلد ويسعى به نحو انهيار شامل، ولا يرى ضرورة لتشكيل حكومة إلا على طريقة الثأر السياسي والبطولات الشخصية، حتى أصبح الفراغ بلا قعر، والبلد في عزلة تامة، والإفلاس يبتلع الدولة، والجوع يأكل الناس، والشعب مجرد كيس رمل، وللأسف هناك فئات كثيرة ليست إلا مجموعات تحت الطلب لقطع الشوارع والصراخ بالجوع والنحيب والويلات. وموقف البعض الآن، لا حكومة حتى خراب البلد، أو الاستسلام السياسي، وسط إصرار دولي إقليمي على ترك البلد على حد السكين".

وعن زيارة المبعوث الأميركي ​ديفيد هيل​، توجه اليه قائلا: "المشكلة في لبنان وكلاؤكم الذين تم زرعهم في مفاصل الدولة و​المصرف المركزي​ والنظام المالي الاقتصادي والإعلامي، وما يعاني منه لبنان اليوم هو نتيجة حصاركم واللعبة المالية التي تقودونها، والمشكلة الحكومية داخلية لكن بكلمة سر أميركية، وجمهورية الفساد التي نعيش فيها ليست مجهولة المنشأ، خاصة المنشأ الدولي، وعلى مستوى خيار الشرق أنتم من يمنعه عبر طواقم سياسية ما زالت عينها على ​واشنطن​، ولا يهمها ​بيروت​ أو لبنان أو شعب لبنان".

وتابع: يا شعب لبنان، فليوحدكم الجوع والبؤس والانهيار، لأن مزيدا من الاتكال على من نهب البلد وما زال ينهبه ويحتكره سيحرق البلد".