ركّز وزير الخارجيّة البريطانيّة السابق ​ويليام هيغ​، على أنّ "الصعود المفاجئ للصين كقوّة عظمى تضمّ خُمس عدد سكّان العالم، هو حدث فريد لم يخبرنا التاريخ عن نظير مماثل له".

وأشار، في مقال نُشر في صحيفة "الديلي تليغراف" البريطانيّة، في مقارنةٍ بين ​الصين​ وسياستها الخارجيّة الآن بما كانت عليه ​ألمانيا​ في القرن التاسع عشر، إلى أنّ "ألمانيا في عهد بسمارك، تمكّنت من خلال بناء قوّتها الصناعيّة والدبلوماسيّة والعسكريّة بسرعة كبيرة، من إلحاق الهزيمة بخصومها وأعدائها واحدًا تلو الآخر، من خلال الحرص على عزلهم عن بعضهم البعض والحيلولة دون اتحادهم".

وأوضح هيغ أنّ "السياسة الهجوميّة والعدائيّة الّتي انتهجتها ألمانيا في بداية القرن العشرين، جاءت بنتيجة عكسيّة عليها، إذ أنّها دفعت ​بريطانيا​ و​فرنسا​ و​روسيا​ إلى الاتحاد ضدّها"، مبيّنًا أنّ "الصين لم تكن لديها الحاجة ولا الرغبة في السعي لتحقيق أهدافها من خلال الغزو العسكري. غير أنّ استراتيجيّتها الدبلوماسيّة كانت حتّى وقت قريب، تعتمد على سياسة فرّق تَسُد".

ولفت إلى أنّ "أي دولة أوروبيّة أثارت انزعاج الصين، من خلال الالتقاء بزعيم ​التيبت​ ​الدالاي لاما​ على مستوى رفيع، عوقبت بتجميد العلاقات السياسيّة والتهديد بعواقب اقتصاديّة. وفي كلّ مرّة، كانت بقيّة دول ​أوروبا​ تواصل علاقاتها التجاريّة مع الصين وتتجنّب المواجهة"، مشبّهًا سلوك الدول الأوروبية في التعامل مع الصين، بـ"سلوك قطيع من الغزلان في مواجهة أسد انقضّ على أحد أفراد القطيع، وهو الابتعاد عن منطقة الخطر المباشر والعودة إلى الرعي".

كما أكّد في مقاله، أنّ "الصين تعلّمت من دروسها في التعامل مع الدول الأوروبيّة، أنّ الأنظمة الديمقراطيّة تَفتقد للتضامن"، مشدّدًا على أنّ "الصين أصبحت أكثر عنادًا في مواجهة الانتقاد بردّ صارم، حتّى لو كان ذلك يعني أن تكون فظّة وعدائيّة في نبرتها".