أشار رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران ​أنطوان نبيل العنداري​، إلى أنّ "هناك خطرًا بأن تؤدّي أزمة النشر، إلى تركيب المعلومات في غرف الأخبار، دون الخروج إلى الشارع على الإطلاق ولقاء الأشخاص، للتحقّق من مواقف معيّنة وجهًا لوجه"، مبيّنًا "أنّنا إذا لم ننفتح على اللقاء مع الآخرين، نبقى مجّرد متفرّجين خارجيّين".

وأوضح، خلال ترؤسّه قدّاسًا على نيّة وسائل الإعلام والإعلاميّين في ​لبنان​، في ​كنيسة الصليب​ بمجمع "St Saveur" التابع للرهبانية الباسيلية المخلصية - ​جعيتا​، إحياءً ليوم الإعلام العالمي الخامس والخمسين، أنّ "​الصحافة​ تتطلّب أيضًا القدرة على الذهاب حيث لا يذهب أحد".

ولفت المطران العنداري إلى أنّ "علينا أن نشكر العديد من المعنيّين على شجاعتهم والتزامهم، لا سيّما في ظلّ جائحة "​كورونا​" والضيقات والحروب، ونعني الصحافيّين والمحرّرين والمصوّرين والمحرّرين والمخرجين، الّذين غالبًا ما يعملون بخطر كبير". وذكر "أنّنا قد تعلّمنا منذ فترة طويلة، كيف يمكن التلاعب بسهولة بالأخبار والصور، لألف سبب وسبب".

وركّز على أنّ "هناك بعض الأشياء الّتي لا يمكن تعلّمها إلّا من خلال اختبارها، فالمرء لا يتعلّم بالكلام فقط"، مشدّدًا على أنّ "لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أثرها البعيد على المجتمع، فباستطاعتها أن تقدّم له النماذج في الحياة، وقد تثير فيه مشاعر التديّن أو الإلحاد، الشعور بالكرامة أو الشعور بالهوان". وبيّن أنّ "الكنيسة ترى واجبًا عليها أن تقوم بالدفاع عن حريّة الإنسان وكرامته، وترفض كلّ أشكال الإحتكار والهيمنة".

كما شدّد العنداري على أنّه "لا يجوز أن تكون الحريّة مسار جدل أو تخوين، فمَن فَقد الحرية أصبح منقوص الإنسانيّة والكرامة، وانحدر إلى مستوى آلة صمّاء"، متسائلًا: "هل العدالة هي في التلاعب بتشويه الحقائق من أجل المصالح؟". وأشار إلى أنّ "الحريّة المسؤولة والمجاهرة بالحقيقة، لا تعني التفلّت والانزلاق إلى التراشق الإعلامي اللامسؤول، ولا تعني التجريح والتشهير اللاأخلاقي بالكرامات، ولا بأن ويكن الإنسان مأجورًا لأحد. إنّ ثقافة الحريّة في لبنان عريقة بتاريخها، بعيدة عن التفاهة".

من جهته، شدّد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، على أن "البحث عن الحقيقة يستوجب منّا أن نذهب ونرى، أن نصغي للآخر، أن نتلمّس الأحداث، ربّما أن نذهب إلى حيث لا يريد أو يجرؤ أحد أن يذهب. وأن نفهم الحقيقة، يتطلّب أن نأخذ الوقت الكافي لنفهمها، لنبحث ونتعمّق في تفاصيل الأحداث وألاّ نستخلص استنتاجات متسرّعة، أن نخرج من أنفسنا ونعيش الحالة، حينها أن نخبر بصدق ما اختبرناه بحواسنا أجمع رأيناه".