أوضحت مصادر دبلوماسية، عربية وأوروبية، في ​لبنان​ لصحيفة "الشرق الاوسط" ان "​رئيس الجمهورية​ ​ميشال عون​ قرر أن ينأى بنفسه عن التدخُّل في المشاورات الجارية لإخراج عملية تأليف ​الحكومة​ من التأزم المديد الذي لا يزال يحاصرها، وتنقل عن عدد من ​السفراء العرب​ والأجانب ممن يلتقونه من حين لآخر أنه يتجنب الخوض في ملف تأليفها، والأسباب التي تعيق ولادتها، وإن كان يضطر أحياناً إلى الإجابة عن أسئلتهم بمواقفه المعتادة، محملاً رئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ مسؤولية تأخيرها، متذرعاً بوجود موانع خارجية تحول دون تشكيلها".

واشارت المصادر الدبلوماسية الى انها "توصلت إلى قناعة بأن عون أوكل ملف مشاورات ​تأليف الحكومة​ إلى رئيس "​التيار الوطني الحر​" النائب ​جبران باسيل​، بالتكافل والتضامن مع حليفه "​حزب الله​"، وأنه لا يتدخل إلا في حال بادر صهره للاستنجاد به للرد على الحملات التي تستهدفه، في محاولة مكشوفة لتبرئة ذمته من اتهامه بالتعطيل"، متسائلة "ما إذا كان عون يتناغم باستمرار مع وريثه السياسي باسيل بتحميل الحريري مسؤولية تعطيل ​تشكيل الحكومة​"، متذرعاً بأن "لديه اعتبارات إقليمية ودولية يأخذها بعين الاعتبار، ويتعامل معها بجدية، وتقف وراء تردده في حسم أمره، فلماذا لا يبادر إلى تسهيل مهمته بتأليفها للتأكد من صحة اتهامه للرئيس المكلف بتعطيل ولادتها، بدلاً من إصراره على إصدار أحكامه المسبقة على النيات، خصوصاً أنه كان من بادر إلى قطع الطريق على تكليفه، بدعوة النواب إلى تحكيم ضمائرهم، من دون أن تتجاوب معه الأكثرية النيابية"؟.

ودعت المصادر عون إلى "استعادة زمام المبادرة من باسيل، ليستعيد دوره في تشكيل الحكومة، وإلا فكيف يوفق بين إصراره على الشراكة في تأليفها وتنازله بملء إرادته عن صلاحياته لباسيل، فيما يخوض معركته لاسترداد صلاحيات رئيس الجمهورية، مع أنه يدرك أن رئيس الظل هو من يصادرها، وليس الرئيس المكلف، وتنقل مصادر سياسية مواكبة للأسباب التي أدت إلى تعليق المفاوضات بين باسيل والنائب ​علي حسن خليل​ و​حسين خليل​، المعاونين السياسيين لرئيس ​المجلس النيابي​ ​نبيه بري​ والأمين العام لـ«حزب الله» ​حسن نصر الله​، عن قيادي بارز محسوب على "​الثنائي الشيعي​" اعلانه ان رئيس الجمهورية ليس موجوداً في المشاورات، وإلا لماذا فوض صهره بالنيابة عنه، وبوكالة حصرية غير قابلة للعزل أو التعديل"؟.

وبيّنت المصادر السياسية انه "لا شيء يمنع عون من أن يتخذ قراره بتسهيل مهمة الحريري بتشكيل الحكومة، بدءاً بالضغط على باسيل لإسقاط شروطه التي تؤخر تأليفها"، مؤكدة أن "عون لو قرر التجاوب مع الذين نصحوه بإطلاق يد المكلف بتشكيلها بلا شروط، بخلاف إرادة الفريق السياسي المحسوب عليه الذي يأتمر مباشرة بتعليمات صهره، لرمى الكرة في مرمى الحريري لاختبار مدى صوابية الذرائع التي يلصقها بالأخير لتبرير استمرار انسداد الأفق أمام تسريع ولادتها".