يشتكي رئيس حكومة تصريف الأعمال ​حسان دياب​ من اقتراب الإنهيار الإجتماعي، ولكنه تناسى أنه يرفض انعقاد حكومته لإيجاد أبسط الحلول لأكبر المشاكل والأزمات، وأنه تخلى عن دوره في ​رئاسة الحكومة​ لإرضاء نادي رؤساء الحكومات السابقين.

نعم كان دياب ولا يزال يرغب بولادة ​الحكومة الجديدة​ أمس قبل اليوم لإزالة "الحمل" عن ظهره، ولكن الحري به أن يفعل المستحيل للتخفيف عن كاهل المواطنين الذين لا يهتمون بالتفاصيل السياسية التي جعلت رئيس الحكومة معتكفاً عن أداء أبسط واجباته.

منذ 8 أشهر حتى اليوم يحاول المعنيون بملف ​تشكيل الحكومة​ إنجازه دون جدوى، وبحال استمر الحال على ما هو عليه من عناد وطلبات متبادلة ومواقف مسبقة وانعدام للثقة، فلن تكفي 8 أشهر أخرى لإنجاز التشكيلة، لذلك كان لا بد من البحث عن مخارج بأسرع وقت ممكن.

الإثنين زاد كلام أمين عام حزب الله ​السيد حسن نصر الله​ عن الحكومة الطين بلة، إذ تطرق لما أسماه أزمة النظام، وهو ما تراه مصادر نيابية كوصف حقيقي ولكنه يصعّب الحلول. وتضيف المصادر عبر "النشرة": "كان السيد نصر الله محقاً بحديثه عن ازمة النظام، ولكن لبنان اليوم لا يمتلك ترف الوقت لتعديله، علماً أن تعديل كهذا يجب أن يخضع لتوافق الجميع، او على الأقل يجب أن يحصل الاستفتاً الشعبي عليه، كونه من غير الممكن حصول التغيير اليوم بعد حرب".

لم يكن السيد نصر الله الوحيد الذي تحدث عن أزمة النظام، فهناك جهات خارجية على رأسها فرنسا أشارت إلى هذا الموضوع سابقاً، وهناك من يعتبر كل ما يحدث في لبنان اليوم من انهيارات تطال الدولة بشكل عام هدفه الوصول إلى تعديلات جوهريّة تطال شكل ​النظام اللبناني​، وتشير المصادر إلى أنّ المسيحيين استشعروا هذا الأمر، لذلك تحدّث التيار الوطني الحرّ عن قلقه من مثالثة مقنّعة في الحكومة، وتوجّه ​المسيحيون​ نحو ​الفاتيكان​ للدفاع عن وجودهم في لبنان.

وتضيف المصادر: "عندما تحدث السيد نصر الله سابقاً عن المؤتمر التأسيسي قامت الدنيا ولم تقعد، على اعتبار أنّ أيّ تعديل سيعني المثالثة حكماً، ولكن من يحاور حزب الله أو حركة أمل في هذه المسألة يُدرك أنهما لا يرغبان بها، بل يريدان تغيير التطبيق السيّء ل​اتفاق الطائف​، على اعتبار أن تطبيقه بحذافيره بما يخص شكل الحكم والنظام، هو التعديل المطلوب الذي يُخرج الدين من ​السياسة​".

ستخرج الكثير من الأصوات التي تحرّف معاني كلام السيد نصر الله، وسيكون حديثه عن أزمة النظام محلّ أخذ وردّ، ولكن بالنسبة إلى المصادر النيابية فإن حزب الله لا يزال متمسكاً بمساعي تشكيل الحكومة الحالية، ويُدرك أن المعالجات المطلوبة حالياً لم تعد تنتظر، ولكنه يؤكّد أيضاً أنّ الحلّ على المدى البعيد لن يكون إلا بجلوس اللبنانيين على طاولة واحدة للبحث في كيفيّة تطوير نظامهم الذي لم يولّد سوى الأزمات منذ العام 2005 حتى اليوم.

يُدرك الجميع أن المرض أصاب النظام اللبناني، وأن الشفاء يتطلب علاجاً شاملاً لأساس المشكلة، فهل نتجرّأ ونخرج من العباءات الطائفيّة، لندخل رحاب الوطن؟!.