أعرب ​المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى​ جلسة في ​دار الفتوى​ عن "أمله في أن تتمكّن حكومة ​نجيب ميقاتي​ من فتح صفحة جديدة، في سجلّ المعاناة اللبنانية بما يضع حدًا للفساد والنهب، ويرسي الأسس العملية لاستعادة الكرامة الوطنية المهدورة، ووقف الانهيار في كل القطاعات، وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة للنهوض بالوطن".

وفي بيان، تلاه عضو المجلس الشيخ فايز سيف الاتي، بعد اجتماع برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية ​الشيخ عبد اللطيف دريان​، دعا المجبس إلى "وقف ممارسات الاستئثار والتسلط على حساب الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، والتي أدت الى دفع لبنان شعباً ووطناً ورسالةً الى الهاوية"، لافتًا الى ان "الخروج من هذه الهاوية ليس عملاً سهلاً بل هو واجب وطني ممكن تحقيقه إذا أدرك المسؤولون هذه المرة، جميع المسؤولين، ان الكارثة الإنسانية التي نزلت بلبنان وباللبنانيين جميعاً، هي نتيجة طبيعية لسياساتهم الخاطئة".

واكد المجلس أن "احترام ​الدستور اللبناني​ والتوقف عن تجاوزه في محاولات بائسة لفرض سوابق تنسف قواعد الوفاق الوطني والاستقرار السياسي، هذا الاحترام، يشكل المدخل الى الإصلاح وإعادة بناء الثقة. لقد أدت تلك السياسات المخلة بالدستور والعيش المشترك ومصالح البلاد الاستراتيجية الى تحويل لبنان من دولة رسالة الى ملتقى مرسلين يفدون اليه من كل حدب وصوب لإعادة ترميمه، ومن دولة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، الى دولة تطلب المساعدة من أيٍ كان".

وتوقف أمام "ملابسات التحقيق في جريمة تفجير ​مرفأ بيروت​، وهي في الحسابات الأخيرة جريمة العصر، ليس على مستوى لبنان فقط، إنما على مستوى الإنسانية، ولذلك كان من الضروري أن يلجأ لبنان الى التحقيق الدولي، كما طالب به مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات السابقين والمجلس الشرعي الإسلامي الاعلى، اثر وقوع الانفجار الكارثي لكشف الجناة الحقيقيين".

وأكد المجلس انه "يدعو الى رفع كل الحصانات دون استثناء، من خلال إصدار قانون جديد في ​المجلس النيابي​، ولمنع إدخال هذا الملف في الاستنساب والانتقام السياسي، تأكيدا لما طالب به مفتي الجمهورية، واي ملاحقة انتقائية لرؤساء أو وزراء وغيرهم تجعل عملية هذه المحاكمة في حالة خلل جوهري وتصبح عملا من أعمال الاستهداف والانتقام، وتجاهل للآليات الدستورية والقانونية، وهذه الآليات الدستورية والقانونية ينبغي أن تكون من خلال المجلس الأعلى ل​محاكمة الرؤساء والوزراء​، المنصوص عليه في الدستور اللبناني، كي لا يتم التعارض مع مضمون الأنظمة والقوانين التي أقرها المجلس النيابي والمتضمنة للأسس التي بموجبها يحاكم الرؤساء والوزراء في حال مخالفاتهم أو التهاون في مهامهم وبذلك تحفظ مقومات بناء الدولة ونتجنب الاستنسابيات في القضايا العامة وبهذا تسلك العدالة طريقها الصحيح.

وشدد على ان "الانتقاء والاستنساب لا يصنع عدالة، ولا ينتج حقاً أو حقيقة".

وأشار المجلس إلى أن "الارتفاع المتواصل في عدد العائلات اللبنانية المحتاجة نتيجة للبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع القيمة الشرائية للعملة الوطنية، ما شهد لبنان في تاريخه الحديث انهياراً اقتصادياً ومعيشياً وسياسياً يشبه ما هو حاصِلٌ فيه، حيث صارت البديهِيَّات في أيِّ وطنٍ ودولةٍ ونظامٍ شبه مستحيلة، متمنيا على الحكومة الجديدة ان تولي هذه القضايا الأولوية في اهتماماتها ومعالجاتها، احتراما لكرامة الإنسان ولحقوق المواطنة، ولمنع وقوع انفجار اجتماعي لا يمكن التكهن بأخطاره ونتائجه".

وأعرب عن "أمله في أن تبادر الدول العربية الشقيقة الى مدّ يد العون للبنان، تعزيزا لعمق مشاعر الأخوة بين لبنان والأشقاء العرب، ولإنقاذه من براثن مستغلّي الأزمة الخانقة التي يعاني منها".