بعد ثلاثة عشر شهراً من الفراغ الحكومي وما رافقه من تدهور اقتصادي واجتماعي بشكل لم يسبقه مثيل، متوازياً مع ارتفاع جنوني لسعر صرف الدولار وارتفاع اسعار المحروقات والمواد الغذائيّة، جاء نبأ تشكيل الحكومة الجديدة، برئاسة نجيب ميقاتي، ليعيد الآمال الى الصناعيين والزراعيين في البقاع بتحسين انتاجهم وازالة العوائق التي واجهتم خلال الفترة المنصرمة، كذلك تلقّى اساقفة مدينة زحلة خبر تشكيل الحكومة بأجواء ايجابية على أمل أن تخفّ وطأة ما يعانيه أبناء رعاياهم من ظروف معيشية صعبة.

في حديث لـ"النشرة"، رأى راعي ابرشية زحلة والبقاع للسريان الارثوذكس المطران بولس سفر، الذي اسف لعدم تمثيل الطائفة السريانية في الحكومة، أن مهمّات مجلس الوزراء الجديد صعبة، آملاً أن "تتخذ اجراءات فعلية وسريعة، خاصةً ونحن مقبلون على فصل الشتاء ودخول المدارس، اضافة إلى عدم توفر مادة المازوت للتدفئة، وللتخفيف من آلام الناس ولاعادة ثقة المواطنين ببلدهم ولتجاوز الصعوبات".

بدوره، لفت رئيس تجمع الصناعيين في البقاع نقولا ابو فيصل إلى أن الصناعي اللبناني اليوم أصبح متفائلاً ويستبشر خيراً من الحكومة الجديدة، علّه يحصل على دعم من البنك الدولي للاستمرار بتأمين المستلزمات الضرورية للمواطنين. وأكد أبو فيصل أن مطالب الصناعيين من الحكومة هي نفسها التي قدمت إلى رئيس الحكومة السابق حسان دياب، وأهمها ضبط الانفاق في الوزارات والاستغناء عن المستشارين والاكتفاء بالمدراء العامين، اضافة إلى مراجعة الاتفاقيّات التجارية الموقّعة من قبل وزراء الاقتصاد السابقين، والتي اعتبر أنها مُجحفة بحق الصناعة اللبنانية والتصدير إلى الخارج، وكذلك ازالة العوائق امام الصادرات اللبنانية.

واعتبر ان من غير المسموح وقوف الصناعي على أبواب الوزارات لتعقيب المعاملات، علماً أنه يمكن القيام بها اونلاين من مكتبه، كما طالب بتأمين الحاجات الضروريّة للمواطنين، لأن استمرارية الصناعي هي من استمرارية المواطن، متطرقاً إلى ضرورة ضبط الواردات الصناعيّة إلى لبنان اضافة إلى وقف التهريب عبر المرافق الشرعية وغير الشرعية.

من جانبه، طالب رئيس نقابة مزارعي البطاطا في البقاع جورج صقر الحكومة الجديدة بإزالة الازمات والعقبات الكبيرة التي تعترض المزارعين، موضحاً أن أبرزها عملية تصدير المنتوجات الزراعية إلى الخارج، لافتاً إلى أنها ترتكز على عدة عوامل يجب تأمينها، أولها تأمين السكانر المخصصة للكشف على البضائع في كافة المعابر واعادة ثقة الدول العربية بالمنتوجات الزراعية اللبنانية، خاصةً بعد عمليات التهريب للممنوعات في الآونة الأخيرة.

كذلك تطرق الصقر الى مشكلة المحروقات، فـ"المزارع اذا لم تتأمّن له الكهرباء ومادة المازوت لن يتمكن من مزاولة زراعته، وهناك تخوف كبير على الموسم الزراعي المقبل لدى المزارعين من عدم القدرة على تأمين المحروقات بأسعار معقولة"، موضحاً أن "السنة الزراعيّة المنصرمة كانت نوعاً ما مريحة للمزارع بسبب تخزينه لمادة المازوت باسعار منخفضة، اضافةً الى الدعم من الحكومة السابقة لبعض المستلزمات الزراعيّة من بذور واسمدة وادوية".

وتمنى الصقر من جميع الوزراء الجدد العمل لمصلحة لبنان وليس لجماعاتهم واحزابهم، "كي نتمكن من العيش بوطن قوي لكل ابنائه"، مثنياً على كلام وزير الزراعة الجديد عباس الحاج حسن، مشيراً إلى أن من الضروري أن تكون العلاقة بين لبنان والدول العربيّة جيدة لأن أسواق هذه الدول هي التقليدية للمنتوجات الزراعية اللبنانيّة، والممرّ الوحيد لهذه الاسواق هو بوابة سوريا، فـ"إذا لم تكن العلاقة ممتازة مع الدولة السوريّة، واذا لم تفتح المعابر ابوابها امام المنتوجات الزراعية والشاحنات اللبنانية، ستتأثر الزراعة في لبنان سلباً وبشكل كبير".