لفتت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانيّة، في تقرير بعنوان "​أوروبا​ لن تصبح قوّة عسكريّة، ولا ينبغي"، إلى "انسحاب ​الولايات المتحدة الأميركية​ من ​أفغانستان​، دون أن تكلّف نفسها عناء تحذير حلفائها، وإلغاء أستراليا صفقة غواصات مع ​فرنسا​، وإبرام اتفاق "أوكوس" الدفاعي مع أصدقائها الناطقين بالإنجليزيّة".

وأشارت إلى أنّ "دولة واحدة فقط من بين 27 دولة عضو في ​الاتحاد الأوروبي​، وهي فرنسا، لديها طموح عسكري كبير، على الرغم من أنّها تتمتّع بقدر أكبر من الكبرياء الوطني، بالإضافة إلى صناعة دفاعيّة. أمّا القوّة العسكريّة الأخرى شبه الجادّة في أوروبا، ​بريطانيا​، فلديها نفور مترسّخ من التحالف مع الاتحاد الأوروبي بشأن أيّ شيء". وأوضحت أنّ "في غضون ذلك، تظلّ ​ألمانيا​ عمليًّا في مقعد المتفرّج، الّتي لو أنفقت 2 في المئة من دخلها القومي على الدفاع، وهو ما لن تفعله، فسيكون لديها قريبًا أقوى جيش في أوروبا، وهو ما لا يريده أحد. لكن السؤال الأكبر ما هو الهدف العسكري الأوروبي الكبير؟".

وركّزت الصحيفة، على أنّ "الهدف الرئيسي للجيش يجب أن يكون ردع الهجمات. حتّى بعد التراجع العالمي في الحروب بين الدول، لا تزال أوروبا تواجه تهديدًا عسكريًّا واحدًا مؤكّدًا، هو الغزو الروسي لدول البلطيق. ففي السنوات الأخيرة، وبتجاهل معظم الدول الأوروبيّة، حوّلت ​روسيا​ و"​الناتو​" المنطقة إلى جبهة عسكريّة جديدة في القارة".

وشدّدت على أنّ "الخطر الكبير الآخر الّذي تواجهه أوروبا، هو ​الإرهاب​. لكن الغرب أجرى تجربة بالفعل استغرقت 20 عامًا لمكافحة الإرهاب، كما تفوّقت أعمال الشرطة والمراقبة الإلكترونيّة على الحروب إلى الأبد".