أسف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران الياس عوده​، في عظة ​قداس​ الأحد لما يحصل في قضية تفجير المرفأ ومحاولة طمس الحقيقة بعرقلة التحقيق وترهيب القاضي المحقق. إن تاريخ ​4 آب​ هو عنوان مأساة أهل بيروت ورمز للألم والموت. فهل ممنوع عليهم وعلى ​اللبنانيين​ معرفة حقيقة ما حصل لهم؟". وسأل "أليس من واجبنا جميعا، مسؤولين ومواطنين، ملاحقة الحقيقة، والمطالبة بها، والمساعدة على الوصول إليها وكشفها؟ ألا يخجل من نفسه ومن أولاده من يتهرب من التحقيق؟ أليس هذا التصرف إدانة له؟ فإن كان يحافظ على كرامته ألا يفكر بكرامة من مات ضحية هذه الجريمة؟ وبوالديه وأهله؟ وإن كان يرفض الظلم والإهانة فكيف يرضاهما لمن أصيب في جسده أو في بيته وأصبح معاقا أو شريدا؟ إن لم تتحقق العدالة ويحكم القانون لن تكون دولة".

ورأى انه "طالما هناك مقاييس مختلفة لن تكون عدالة. وطالما هناك من يتحكم بمقدرات البلد لن تستوي الأمور. ما أقوله ليس تماهيا مع خطابات المزايدة الشعبوية كما يحلو للبعض أن يظن، بل هو تطبيق لقول الرب الذي سمعناه في ​إنجيل​ اليوم. لكننا أصبحنا في زمن خفت فيه صوت الضمير، لا بل ماتت بعض الضمائر وامحت ​المحبة​ والإنسانية والرحمة. يوصينا الرب في إنجيل اليوم قائلا: كونوا رحماء كما أن أباكم هو رحيم، فأين مسؤولونا من الرحمة؟ لا تنسوا أن الله قاض عادل (مز 7: 11)، فإن أسكتم كل قضاة الأرض، كيف يمكنكم أن تسكتوا الله أو تمنعوه من إحقاق الحق وبسط العدالة؟ إرفعوا أيديكم عن القضاء، دعوا الحقيقة تظهر، وإن كنتم أبرياء كما تدعون فطوبى لكم، إن كنتم تبحثون عن حقكم من يعطي المواطن حقه؟ أتركوا القضاء يقوم بعمله وعلى الجميع أن يقبلوا بالعدالة".