كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير نشرته، الضوء على المشكلات التي تواجه قطاع الكهرباء في الولايات المتحدة، مشيرة إلى تكرار حالات انقطاع التيار الكهربائي في السنوات الأخيرة بدرجة كبيرة، ولاسيما في المناطق التي تضربها الكوارث الطبيعية، حيث ترتفع الأصوات لإجراء عمليات إصلاح واسعة.

وأشارت الصحيفة إلى الصعوبات التي يعيشها سكان كارولينا الشمالية، حيث في كل مرة تضرب فيها عاصفة ساحل الولاية، تسقط أعمدة الكهرباء وتنقطع الأضواء وتتعطل مكيفات الهواء.

وبحسب التقرير، يتسبب الطقس العنيف بأضرار شديدة في أنظمة الكهرباء بمعظم أنحاء الولايات المتحدة، حيث تُشير بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن المنزل العادي في البلاد واجه انقطاعات للكهرباء العام الماضي بمعدل 8 ساعات متواصلة، وهو أكثر من ضعف الانقطاع قبل 5 سنوات.

وفي ولاية تكساس مثلاً، أدت موجة من العواصف الشتوية الشديدة هذا العام إلى انقطاعات كارثية في الكهرباء، تاركة ملايين المنازل لأيام في الظلام، إلى جانب مصرع ما لا يقل عن 200 شخص.

ومع تزايد وتكرار العواصف الشديدة، طالبت المجموعات البيئية بإعادة تقييم الشبكة الكهربائية بشكل كامل في الولايات المتحدة، مقترحة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، والتي يقولون إنها يمكن أن تقلل من حدوث الانقطاعات على نطاق واسع.

ولفت تقرير "واشنطن بوست" إلى أن ما يجعل الكهرباء في تلك المناطق عرضة للتأثر جراء الأعاصير هو أن شبكتها تمتد فوق الأرض، ولذلك يطالب الخبراء والسكان على السواء بدفن خطوط الكهرباء تحت الأرض، بهدف عزل الشبكة عن الرياح العاتية والحرائق والفيضانات، لكن المعارضين يرفضون هذا المقترح في ضوء تكاليفه التي قد تصل إلى ملايين الدولارات لكل ميل.

وفي العام الماضي، وافق المشرعون الأميركيون على ميزانية بقيمة 3.4 مليار دولار بدلاً من 15.7 مليار مقترحة لإجراء تحسينات في شبكة الكهرباء، وذلك وفقاً لمسح وطني حديث أجراه مركز تكنولوجيا الطاقة النظيفة في كارولينا الشمالية.

وأشارت دراسة لمختبر "بيركلي" العام الماضي، تناولت الانقطاعات الناجمة عن الظواهر المناخية الكبرى في 6 ولايات، إلى أن أياً من المسؤولين الأميركيين أو المديرين التنفيذيين لم يحاول حساب التكاليف الاجتماعية والاقتصادية للانقطاعات الطويلة والمتكررة، على غرار تلف الطعام، وتعطّل الأعمال، واضطرابات سلاسل التوريد والمشاكل الطبية.