بعد طول إنتظار من القاعدتين الحزبية والشعبية، وفي ظل تململ من "برودة" تيار "المستقبل" ورئيسه سعد الحريري، عقد المكتب التنفيذي في "تيار المستقبل" خلوة، برئاسة الأمين العام للتيار أحمد الحريري، ومشاركة نائب الرئيس جان أوغاسبيان.

وتؤكد معلومات "الديار" ان الرئيس سعد الحريري حضر في الخلوة افتراضياً، وتحدث عن تحديات المرحلة وكيفية التعامل معها.

وفي حين صدر بيان عن الخلوة، وركز على انها تضمنت 3 محاور: سياسية وتنظيمية وانتخابية، تؤكد اوساط "المستقبل" لـ"الديار" انها تضمنت مقررات ستبقى قيد الكتمان ولكن كمحصلة تؤكد الورشة انطلاق الخطوات الاولى لـ"المستقبل" على طريق التحضير للانتخابات النيابية بما يليق بها.

وتكشف ان "المستقبل" ككل القوى السياسية، لم يحسم بعد كل ملفه الانتخابي لناحية المرشحين والدوائر التي سيترشح فيها بالاضافة الى التحالفات الانتخابية وربما السياسية واعادة النظر بالمرحلة الماضية.

وتقول ان الامور مسألة وقت وهي مرتبطة مرة جديدة، بعودة الرئيس الحريري الى لبنان ومتابعته ميدانياً الورشة التنظيمية والانتخابية بعد نضوجها وتقدم خطواتها.

وبموازاة الحراك الانتخابي والتنظيمي الخجول لـ"المستقبل" ورئيسه والذي تلاحقه "اللعنات" والشائعات لبنانياً وسعودياً وعربياً، خلطت مجزرة الطيونة وتداعياتها كل الاوراق، وكان لافتاً ان "تيار المستقبل" بدا مربكاً على غرار القوى السياسية الاخرى، مما جرى وكأنه "غير معني" بما حصل، وحيّد نفسه عما يحصل على الساحة السياسية والحكومية والامنية.

ولولا مذكرة البحث والتحري والتي صدرت من القضاء العسكري بحق النائب السابق خالد الضاهر بسبب تواجد كميات من السلاح الفردي وتفوق معدل السلاح المقبول للحمايات الشخصية، لما كان هناك "حركة" من الرئيس الحريري للملف، واوفد النائب هادي حبيش للمتابعة كما دخلت دار الفتوى على خط التوسط لإطلاق 3 من اشقائه بعد توقيفهم من قبل مخابرات الجيش ومصادرة السلاح.

وفي هذا الإطار، يكشف نائب رئيس "تيار المستقبل" والنائب السابق مصطفى علوش لـ"الديار" ان الضاهر لم يكن يوماً منتسباً لـ"المستقبل" بل هو قريب من الرئيس الحريري وما يجري يتابع قضائياً وسياسياً.

وتتزامن مذكرة التوقيف بحق الضاهر مع سلسلة من الاحداث الامنية، والتي تضرب الشمال يومياً حيث يسجل عمليات اطلاق نار ومحاولات اغتيال واشكالات فردية وأخطرها اطلاق الرصاص على الشيخ بلال دقماق ونجله ونجاة دقماق الاب من الموت بعد تعرضه لاصابة دقيقة في البطن وخلفت مضاعفات شديدة له قبل ان يستقر وضعه.

وفي حين تتوجس القوى السياسية والحكومية، من ان تكون الاحداث في الشمال مقدمة لتفجير واسع ولتطيير الانتخابات او حتى اشعال الساحة الاساسية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ودفع اللهيب الامني والسياسي الى عقر داره، وكذلك استهداف الحريري سياسياً ايضاً، يؤكد علوش ان الامور مرتبطة بتحلل المؤسسات وضعف السلطة وتفلت السلاح غير الشرعي. وما يجري في الشمال ليس اكثر مما يجري في لبنان واخر الاحداث ما جرى في الطيونة.

ويؤكد علوش ان "تيار المستقبل" يعول في احداث طرابلس والطيونة و انفجار المرفأ على القضاء، كما عول في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري على المحكمة الدولية وارتضى بحكمها.

ويشير الى ان ما يجري في طرابلس، لا يمكن الجزم انه استهداف للحريري، فهو لا يتحكم بما يجري على الساحة السنية، وهناك قوى لاعبة على هذه الساحة وغيرها من الساحات في لبنان.

كما لا يمكن اعتباره رسائلاً لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي او غيره من القيادات الطرابلسية. وبالتالي هي احداث متفرقة مطلوب من القوى الامنية والقضائية متابعتها وردعها وضبط كل سلاح متفلت في الشمال والجنوب والبقاع والضاحية واينما كان.