لفت رئيس "​الرابطة المارونية​" النّائب السّابق ​نعمة الله أبي نصر​، إلى أنّ "التطوّرات والأحداث والنكسات الّتي طالت ​لبنان​ في السّنوات الثّلاث الماضية، أدّت إلى تغيير وجه لبنان وهويّته المعروفة".

وعن ​انفجار مرفأ بيروت​، أشار، خلال ترؤّسه الجمعيّة العموميّة السنويّة للرّابطة، إلى أنّه "بدلًا من أن تتّحد كلمة اللّبنانيّين بالإصرار على معرفة الحقيقة وتحديد المسؤوليّات، دخل هذا الملف الّذي سلك سبيله إلى القضاء العدلي، في متاهة التّسييس والطائفيّة، وتحوّل إلى ملف خلافي بين اللّبنانيّين. وكاد حادث محلّة ​الطيونة​، أن يتسبّب بحرب أهلية لولا المعالجة الحازمة والحكيمة للجيش".

وشدّد أبي نصر على أنّ "من سوء طالع الموارنة، أنّه رغم كلّ ما حدث من تطوّرات ومآس، كانت تحتّم -لا بل تفرض- على قيادات الموارنة، الاتفاق لمواجهة الأخطار الّتي تهدّد لبنان في صلب كيانه وجوده. لكن بدلًا من ذلك، راحوا يتلهّون بحروب الإلغاء السّياسي في ما بينهم، عوض الالتقاء لصوغ رؤية سياسيّة مارونيّة مستقبليّة مشتركة".

وأكّد أنّ "هذا الأمر زاد المسيحيّين عمومًا والموارنة خصوصًا، يأسًا وإحباطًا. وانّ المجلس التنفيذي للرابطة لم يقفّ إزاء هذا الواقع مكتوف الأيدي لاجم اللّسان، وطلب من البطريك الماروني التدخّل وجمع القيادات، وحاول ذلك مرارًا من دون أن يلقى تجاوبًا واهتمامًا يُذكر، فكانت للرّابطة بيانات وتحرّكات ومبادرات واجتماعات شملت جميع الأفرقاء، لكنّ التباعد كان أعمق والوضع أكثر تعقيدًا".

وجدّد تأييده لمواقف ​بكركي​، ومنها "إخضاع السلاح غير الشرعي لسلطة الدّولة من خلال استراتيجية دفاعية، وتحييد لبنان عن الصّراعات الدوليّة والإقليميّة والعربيّة"، مركّزًا على "مطالَبة الرابطة بإجراء إصلاحات أساسيّة في ​اتفاق الطائف​، تعيد إلى السّلطة شيئًا من التّوازن المفقود، وإلى ​رئاسة الجمهورية​ بعضًا من صلاحيّات ضروريّة مفتقدة، تثبت دور رئيس الجمهوريّة كحكم فاعل".

وتوجّه أبي نصر بسلسلة توصيات إلى المجلس الّذي سيخلف المجلس الحالي، وأبرزها "استمرار السّعي لجمع القيادات المارونيّة تحت مظلّة بكركي، التحضير لمؤتمر مسيحي بدعوة من الرابطة برعاية البطريرك الماروني، مساهمات أكاديميّة من الجامعات المسيحيّة لوضع خطّة لمواجهة الهجرة الكثيفة، استئناف الحوار بين الأحزاب والتيّارات المسيحيّة والمارونيّة بمبادرة من الرابطة من أجل التفاهم أو أقلّه تنظيم الخلاف، ومواصلة الضغط من أجل حلّ معضلة ​النزوح السوري​ والتنبه إلى خطورة ما يحصل على هذا الصعيد".