أكد شيخ عقل ​طائفة الموحدين الدروز​ الشيخ ​سامي أبي المنى​، خلال لقائه بالأمين العام للأمم المتحدة ​أنطونيو غوتيريس​، اثناء اجتماع الرؤساء الروحيين به في فندق الموفمبيك في بيروت، أن "زيارتُكم بلادَنا مهمّة ومقدَّرة، إنها رسالةُ دعم لبلاد الأرز، كما قلتُم، وتأكيدٌ منكم أنَّ لبنان ليس متروكاً لقدَره، وأنّ الأمم المتحدة متضامنة ومعنية بمساعدة لبنان"، لافتاً إلى "أننا نتفهم قلقكم على لبنان وحرصكم على تحقيق العدالة فيه، ودعوتكم إلى احترام الدستور والاستحقاقات الدستورية وإجراء ​الانتخابات النيابية​ في مواعيدها وإعطاء فرصة للشباب والنساء للمشاركة والتجديد"، مشدداً على "أننا ندرك معكم سعادة الأمين العام أنّ الانقسامات شلَّت المؤسسات، وأن التجاذب السياسي أعاق الاتفاق مع ​صندوق النقد الدولي​... لكننا في الوقت نفسه نتساءل: هل يجوز أن يُترَك لبنانُ وحيداً ليحتضنَ مئاتِ الآلاف من اللاجئين والنازحين، ألا يتوجب على ​المجتمع الدولي​ مساعدتَه في إيجاد حلٍّ لهم، بتأمين العودة الآمنة للنازحين، وبتنظيم وجود اللاجئين، وبتمكينه من معالجة قضاياه الاقتصادية والمعيشية المتأثّرة بهذا وبذاك من العوامل الضاغطة عليه؟".

ولفت إلى أنه "قلتم للسياسيين: ساعدونا لنساعدكم، ونحن نقول معكم ولهم أيضاً: فلنترفّع عن المطالب الآنيّة المتقابلة، ولتجتمعِ الحكومة، وليتحمّل الرؤساءُ والوزراء والنوّاب مسؤولياتِهم. صحيح أنّ الحكومة مسؤولة عن الإصلاح، لكنّ المجتمع الدولي مسؤولٌ ومعنيٌّ أيضاً بالعمل على خلق مناخ إيجابي مُحيطٍ يساعد الحكومة على النجاح"، موضحاً أن "المجتمع الدولي مسؤولٌ معنا عن السعي إلى حلّ الإشكالات العالقة؛ وأوّلها تطمين اللبنانيين باحترام القرارات الدولية المتعلقة بالصراع مع العدوّ الإسرائيلي، وبعدم فتح الأبواب لعودة الإرهاب إلى بلادنا، وثانيها ​ترسيم الحدود​ البحرية لمساعدة لبنان في الاستفادة من ​الثروة النفطية​، ومنع التهريب للحدّ من الانهيار الاقتصادي، وثالثها بذل الجهود الحثيثة لمعالجة القضايا الخلافية التي لها ارتباطٌ مؤثّر بمحاورَ إقليمية ودولية".

وأشار المنى، إلى "أنه يحقُّ لنا أن نطالبَ باعتماد لبنانَ مركزاً دائماً للحوار في هذه المنطقة من العالم، كما يحقُّ لكم أن تُطالبوا لبنانَ بأن يكون رائداً دائماً، بالفعلِ لا بالقول فقط، في مجال الحوار والتثاقف واحترام التنوُّع"، مؤكداً "أنّنا، باسم هؤلاء الناس المتألّمين والخائفين على مستقبلِهم ومستقبل أولادهم ومصير عائلاتهم، نطالبُكم، بما لكم من موقعٍ ودورٍ وتأثير، ونطالب المجتمعَ الدولي، بمساعدة لبنان لتأمين ​الأمن الصحي​ والغذائي والتربوي على الأقلّ، وذلك من خلال المؤسسات الإنسانية العاملة فيه والتي هي موضعُ ثقة الناس واحترامِهم، ومن خلال المرجعيات الروحية الحريصة كلَّ الحرص على حفظ الأمانة وحمل الرسالة، والساعية إلى زرع الأمل في نفوس المواطنينَ كي لا يتمكَّنَ منهم اليأس والإحباط، وكي تبقى روحُ التعاضد الإنسانيِّ حيَّةً بينهم".