على رُغم الدَّرْك الّذي بات لُبنان فيه اليَوْم، ما زالت المُناكفات سيّدة كُلّ السّاحات... فيما الكيديّة السّياسيّة تتراقص مع أُفول الوطن!.

هي مأساةُ عهدٍ صارخٍ في البريّة تعالًوا نتحاور... ومُعارضةٍ عريضةٍ نيرونيّةٍ تتلذّذ برؤية وطنٍ تتناتشه الكارتيلات المُفترسه... فتطيب المشهديّة للمُعارضة تلك، وتنبري تنظم القصائد ذات المطالع الهامسة: "الحوار يُفتَرض أَن يُديره حَكَمٌ وليس طرفًا لكي يوصِل إِلى الغاية المنشودة منه"!...

ومِن "مُعلّقات" المعارضة أَيضًا أَنّ "دعوة (الرّئيس) ميشال عون إِلى الحوار وُلدت مَيْتة"... فيما خُصوم الرّئيس لا ينوون مدّ الوطن ولا التّقديم إِلى رئيسه "سترة النّجاة"!.

وتوازيًا، ثمّة حراكٌ طائفيٌّ آخر، يُحضّر له تحت شعار "رفض الانقلاب على الطّائف"، ورايته ترمُز إِلى "رفض قَوْنَنة المُثالثة"!... فيما "الشّعب السّالك في الظُّلمة"، وعلى أمره مغلوبٌ... ما زال يظنّ أَنّ السّبت وُجد للانسان لا العكس، وأَنّ الأَولويّة أَن يبقى الإِنسان حيًّا لأَنّ عدا ذلك فعلى مَن يُطبّق الطّائف أَو غيره؟ ومَن ينضوي تحت أَيّ اتّفاق... أَكان سماويًّا أَم أَرضيًّا... غير وحوش السّلطة والمال طبعًا الخالدين "أَبًّا عن جدّ"...

هي مأساةٌ، أَن تُحاضِر سلطةٌ فاسدةٌ على وقع آلام النّاس، قائلةً: "(الرّئيس) عون لا يصلح لإِدارة حوارٍ وطاولة الحوار، تفتقد الطّرف الضّامن القادر على التّوفيق بَيْن مُختلف الأَفرقاء، ولهذا فإِنّ المكتوب يُقرأُ مِن عُنوانه"...

وهي مأساةٌ أَيضًا أَن "تكون النّاس بالنّاس والقطّة بالأنفاس"... وهي تقول: "الرّئيس لم يعُد صالحًا لإِدارة حوارٍ وطنيٍّ"... مُستهزئةً بونستون تشرشل القائل: "أَنا مُستعدٌّ أَن أَتحالَف مع الشّيطان مِن أَجل بلادي"، فكيف بالحريّ بعدما كفر الشّعب، وبات يرى مَن هو أَسوأ مِن الأَبالسة مُجتمِعين!...

وهي مأساةٌ أَن يتجاهل الغَيارى على علاقات لُبنان العربيّة الشّقيقة... أَهميّةَ الإِجماع اللُبنانيّ، وبكلمة سواء، تُؤكّد المُؤكّد في علاقات لُبنان الأَبديّة مع الأُسرة العربيّة مِن المُحيط إِلى الخليج... عبر "قرارٍ لُبنانيٍّ سياسيٍّ وأَمنيٍّ، يحمي سُمعة لُبنان وعلاقاته العربيّة"... كما ويشجب بالإِجماع، "تصدير المُخدّرات مِن مرفإِ بيروت"...

وهي مأساةٌ أَيضًا، أَن تُطالعنا الصّحف بـ"حلفٍ بَيْن عين التّينة والسّراي، لمُواجهة بعبدا والفريق الرّئاسيّ"... وقد تعالت الخطابات الطّائفيّة الطنّانة الرّنانة... في زمن المحل السّياسيّ المُقيت!... فصحيحٌ كما قال أَحدُ السّياسيّين مُنذ يومَيْن اثنَين، إِنّ "الخطاب العُنصريّ لا يبني وطنًا، ولا يُؤَدّي إِلى إِنتاج حُلولٍ لأَزمات لُبنان"... ولكن ماذا عن التّحالُفات الطّائفيّة لإِضعاف ما تبقّى مِن إِمكان تحرُّكٍ لرئاسة الجُمهوريّة؟... وتاليًا، هل مُقاطعة الحوار تبني وطنًا؟ وهل الكيديّة البغيضة تُؤَدّي إِلى إِنتاج حُلولٍ لأَزمات لُبنان؟.

وحدهم مَن يتسلّحون بالطّائفيّة العمياء، مِن أَقطاب أُولئك المُنضوين تحت لواء التّحالُفات "الشّيطانيّة"، "مُرتاحون" بفضل طائفيّتهم المُبطّنة على وضعهم الانتخابيّ... هم الّذين يرفضون الحوار اليَوْم... ويبيعون الوطن بنائبٍ في الطّالع... أَو نائبٍ لغيرهم في النّازل... وماذا عن التّحالُفات الطّائفيّة لإِضعاف ما تبقّى مِن قُدرة تحرُّك لرئاسة الجُمهوريّة؟... فهل بعد كلّ هذا... تكون نتيجة الانتخبات النّيابيّة –إِذا ما حصلت–في فوز هَؤلاء... "كلّن يعني كلُّن"... بعدما كان المطلب الشّعبيّ بإقصائهم "كلُّن يعني كلُّن"؟... قد لا نعيش لنرى!.