لفت البطريرك الماروني الكاردينال ​مار بشارة بطرس الراعي​، خلال لقائه في الصرح البطريركي في ​بكركي​، وفدًا من "حزب الكتائب ال​لبنان​ية"، إلى أنّ "أثناء مصافحتي لكم عند دخولكم الصّرح، وفي هذا الظّرف العصيب، خطر في بالي نشيد "الكتائب اللّبنانيّة"، هيّا فتى الكتائب، وشعرت أنّ هذه العبارة تصحّ الآن، لأنّه عندما كُتب هذا النّشيد كان لبنان يمرّ بظروف حالكة، انطلق على أثرها حزب الكتائب، لذلك فإنّ هذا الحزب لا يموت، لأنّ تاريخه موقّع بالدّم من خلال شهدائه".

وأشار إلى أنّ "هذا الحزب لم يساوم أبدًا على القضيّة اللّبنانيّة الّتي ناضل من أجلها، واليوم أكثر من أيّ يوم مضى، نحن بحاجة إلى أشخاص مخلصين للبنان، وإلى أحزاب مخلصين للبنان، أحرار دون ارتباطات مع الخارج"، مشدّدًا على أنّ "انتصار الحقّ والحقيقة مضمون، فالكذب والتضليل هما كقشرة البصل، عند هبوب الرّيح يظهران للعلن، أمّا الحقيقة الّتي نريد الحفاظ عليها هي لبنان القيمة والحضارة والدّور الفاعل الّذي سيستمرّ بلعبه رغم كلّ شيء، وكما كنتم تردّدون أنّ لا شيء يجعلكم تخافون، هكذا نحن أيضًا، نخاف فقط أن نخسر القضيّة اللّبنانيّة".

وركّز البطريرك الرّاعي، على "أنّنا اليوم نعيش هذه المرحلة المصيريّة، ونتهيّأ لانتخابات نيابيّة ورئاسيّة، وأنا هنا أرفض التّشكيك بحصول ​الانتخابات النيابية​، فهي بالطّبع ستحصل في أيار، كما أنّ ​الانتخابات الرئاسية​ ستحصل في شهر تشرين الأوّل المقبل، فنحن لا نتساءل حول ​الدستور​، ولا حول الاستحقاقات الدّستوريّة، لذا يجب أن نكون مستعدّين وأن نحمل قضيّتنا وأن نناضل في سبيلها، أنتم ككتائب لبنانيّة معروف هدفكم وقضيّتكم، وهي لبنان الماضي والحاضر والمستقبل".

وأوضح "أنّنا لا نتحدّث أبدًا بلغة طائفيّة، بل بلغة لبنان الجامع، فلبنان الطّائفي والفئوي والمذهبي هو خسارة للجميع. هذا هو مبدأ حزب الكتائب، الّذي هو من أقدم الأحزاب في لبنان"، متمنّيًا لهم النّجاح، "لأنّ نجاحكم هو لخير لبنان"، ومبيّنًا أنّ "العالم كلّه ينظر إلينا ويهتمّ لمصيرنا، لأنّ لبنان قيمة حضاريّة يجب أن نحافظ عليها".

ثمّ التقى الراعي أعضاء مكتب راعويّة الشّبيبة، في لقاء سنوي بمناسبة ذكرى تأسيس المكتب، واستمع في خلاله إلى هواجس الشبيبة وأهمها الهجرة، وأكّد "أنّنا لن نترك هذا الوطن، وسنبقى هنا. نشجّع الشّبيبة على البقاء في لبنان، ونذكّر إيّاهم أنّ جميع الأوطان عايشت ظروفًا مماثلة وانتصرت". كما ذكر للشّبيبة الحاضرة أنّ "المسؤولين يريدوننا أن نرحل، ولكن يجب أن نثابر للبقاء، فهذا اللّيل سيزول بإذن الله".

وكان البطريرك قد استقبل النّائب البطريركي في ​بطريركية الأرمن​ الكاثوليك المطران جورج أسادوريان، ثمّ وفدًا من "جمعية مار منصور".