أشار الأمين العام لـ"​تيار المستقبل​"، ​أحمد الحريري​، إلى "قرار رئيس الحكومة السّابق ​سعد الحريري​ بتعليق العمل السّياسي وعدم خوض ​الانتخابات النيابية​ المقبلة، ما دامت لن تغيّر شيئًا في الواقع اللّبناني الحالي، في ظلّ جهنّم الّتي أوصلنا إليها عهد رئيس الجمهوريّة ​ميشال عون​ وسياسات ​حزب الله​".

ولفت، خلال مشاركته في جلسة نقاش افتراضيّة نظّمها "المعهد الدّيمقراطي الوطني- NDI"، عن مرحلة ما قبل الانتخابات النيابية، إلى أنّ "​لبنان​ أمام مرحلة جديدة، وفي مهبّ المساومات الإقليميّة والدّوليّة، وقرارنا ينطلق من قراءة نقديّة للمرحلة الماضية، وتحديدًا مرحلة ما بعد ثورة 17 تشرين الأوّل 2019، الّتي كنّا أوّل من استجاب لإرادتها مع إقدام سعد الحريري (الوحيد من كلّ السّلطة السياسيّة) على تقديم استقالة حكومته، الأمر الّذي كان من المفترض أن يشكّل زخمًا ودفعًا لحركة الثّورة ومطالبها، إلّا أنّ العكس حصل بشكل غريب، وفقدت الثّورة زخمها نتيجة ركوب موجات سياسيّة عليها وعدم تجاوز الخطوط الحمر مع "كلن يعني كلن".

وركّز الحريري على أنّ "رغم ذلك، قرّر سعد الحريري مجدّدًا، إكمال ما قام به بعد ثورة 17 تشرين، والخروج من حلبة الاهتراء السّياسي والاقتصادي، ومحاولة صعق الحياة السّياسيّة بخطوة من خارج الكتاب التّقليدي للممارسة السّياسيّة"، مبيّنًا أنّه "بادر إلى فعل أخلاقي جديد بالعزوف عن خوض الانتخابات النيابيّة المقبلة، بما يفسح في المجال أمام كلّ القوى الّتي تقول إنّها قادرة على صناعة التّغيير لتتقدّم إلى السّاحة، وتقدّم مشاريعها، ليرى الناس خيرها من شرّها في كيفيّة التصدّي للانهيار الحاصل، ومواجهة تمدّد النّفوذ الإيراني المتمثّل بـ"حزب الله"؛ والإتيان ب​الكهرباء​ واستعادة علاقة لبنان بأشقائه العرب".

وأوضح أنّ "قرار الحريري يصبّ في إطار ممارسته باحترام الاستحقاقات الدّستوريّة، فهو إذ أعلن عدم الترشّح للانتخابات، لم يدع في المقابل إلى مقاطعتها، لأنّه يحترم الاستحقاقات الدّستوريّة، ويرفض أن يضع يده على توجّهات وقرارات المواطنين الّذين لهم الحقّ في الاختيار، وتقرير من يريد أن يمثّلهم في النّدوة البرلمانيّة المقبلة".

وأكّد أنّ "لا شكّ أنّ قرارنا يجعل الجميع اليوم يضربون أخماس الحسابات الانتخابيّة بأسداسها، لكوننا في الانتخابات الماضية وقبلها، أعطينا من كيسنا وقدّمنا هدايا نيابيّة مجّانيّة للآخرين. واليوم لسنا في هذا الوارد، وما نشهده من سباق انتخابي على أصوات جمهورنا ليست قابلة للصّرف عنده أو عندنا". ورأى أنّ "القانون الحالي للانتخاب أعاد تسعير النّفَس المذهبي في الانتخابات، إذا أنّ همّ الجميع بات اليوم التّسابق على الشعبويّة والمذهبيّة، من أجل الحصول على الأصوات الّتي تؤمّن الحاصل، وليس التّسابق على قديم المشاريع".

وعن مسألة التّمثيل النسائي، شدّد الحريري على "أنّنا في تيار المستقبل كنّا وما زلنا، من أشدّ الدّاعمين لانخراط المرأة في العمل النّيابي والسّياسي، وكتلتنا النّيابيّة الحاليّة هي الأكثر تمثيلًا للنّساء من بين الكتل النيابية، والحريري كان سبّاقًا في تولية النّساء مسؤوليّات وزاريّة حسّاسة، كما فعل مع الوزيرة السّابقة ​ريا الحسن​ على رأس وزارة الدّاخليّة والبلديّات". وتمنّى أن "تكون هذه الانتخابات الّتي لن نخوضها، محطّةً للمزيد من تمثيل المرأة في الحياة البرلمانيّة والسّياسيّة".