أكّد ​بسام الهاشم​، خلال اطلاق "إئتلاف ​لبنان​ الواحد"، أنّ "تحت تسمية هذا الائتلاف، نطل عليكم، في إطار نضالي جديد يستمد جذوره من ثورة 17 تشرين الثاني 2019. وقد تضافرت لتكوينه وتحديد مرتكزاته جهود تشكيلة وازنة من الشخصيات الملتزمة والمجموعات المناضلة في مختلف مجالات الفكر وال​سياسة​ والعمل النقابي والثوري، كانت، منذ ما قبل انتفاضة 17 تشرين، في عداد معبدي الطريق لما أتت ​الانتفاضة​ هذه مجسدة له، ومن ثم في عداد القائمين بها، كما شاركت بعد ذاك، مجتمعة تارة، وطورًا متفرقة، في العديد من المحاولات التي شهدتها الساحة، وقد هدفت وما وفقت، للأسف، تماما في مساعيها إلى تجميع القوى المشاركة في هذه الأخيرة، ضمن إطار نضالي شامل وخلف قيادة موحدة".

وأشار، خلال مؤتمرٍ صحافي في مقر ​نقابة محرري الصحافة​ اللبنانية بالحازمية، إلى أنّ "الائتلاف يخرج اليوم إلى العلن، ليستهل مرحلة جديدة من تاريخه، هي مرحلة العمل في دائرة الضوء. ولكنه ينهي في آن مرحلة أولى غير قصيرة كانت قد سبقتها، وقد دارت أعمالها بعيدا عن الأنظار، كما توزعت تباعا على محاور ثلاثة كانت التالية، إخضاع مسار انتفاضة تشرين بكل ما حمله من إيجابيات وهي غير قليلة، وأيضًا بما اعتراها من أخطاء، لمراجعة تقييمية معمقة كانت غايتنا من خلالها استخلاص العبر من التجربة ذات الصلة، ومن ثم البناء عليها لتحديد خطواتنا النضالية اللاحقة كمجموعة".

وذكر الهاشم، أنّ "المحور الثاني هو بلورة المنطلقات الأساسية والتوجهات البرنامجية الكبرى التي تشكل القواسم المشتركة ما بيننا، وصولًا إلى اعتمادها اللاحق كمنطلقات وتوجهات لـ"الائتلاف" العتيد، بعدما اتضح لنا وجود رغبة مشتركة ما بيننا في تكوين إطار من هذا النوع، إليه يمكننا الاستناد لمواصلة السعي إلى مواجهة الأسباب وبلوغ الأهداف التي من أجلها تحديدًا كانت ثورة 17 تشرين، وهذا ما، بالمحصلة النهائية، تم تدوينه في وثيقتين تحتلان صدارة الوثائق المرجعية لإطارنا هذا، عنواناهما "المنطلقات الأساسية والبرنامج العام".

وأوضح أنّ "المحر الثالث هو إقرار الملامح العامة لائتلافنا هذا، وتحديد المرتكزات المنوي اسناده إليها في صياغة خطط عمله الخاصة عند الدخول، مستقبلًا، في حيز العمل الميداني". وأفاد بأنّ "الائتلاف، إذ يطمح لا إلى الاكتفاء بضم من بات يضمهم من مجموعات وأفراد، والانغلاقِ بهم على نفسه، بل، بالعكس تماما، إلى ما هو أبعد بكثير، فهو يطمح إلى اجتذاب جميع القوى التي تشاطره قناعاته المعلنة، المؤمنة بالتغيير ووجوب إيلاء العمل الديموقراطي الأرجحية على كل ما عداه من وسائط لإحداثه".

وبالحديث عن أهداف الائتلاف، أشار الهاشم إلى أنّ "ثلاثة عناوين تعرّف عن أهدافنا وعنها يتفرع كل الباقي، وهي تمثل نوعًا من إعادة البناء لهذه الدولة، وإعادة بنائها تحديدًا على غير الأسس القاتلة والمدمرة التي تتحكم بها حاليًا، وهي أولًا الزبائنية والمحسوبيات، ثانيًا التبعية المتعددة الوجوه تجاه الخارج، وثالثًا اللامساءلة واللامحاسبة السائدتين".

وأردف أنّ "الدولة الجديدة التي يتوق ائتلافنا إلى الإسهام في بنائها، إنما هي على النقيض التام لدولة العشائر الطائفية واللامساءلة واللامحاسبة والارتهان للخارج، حيث المواطن الفرد مجرد صفر إلى اليسار "​الدولة المدنية​ الديمقراطية" التي لبنتها الأساسية المواطن الفرد هذا، الذي لا محدد لهويته سوى الانتماء إلى الوطن، بمعزل عن أي انتماء فئوي له، طائفيًا كان أم مذهبيًا أم إتنيًا أم غير ذلك، ولكن مع ضمان الاحترام للطوائف والمذاهب والإتنيات كافةً، والحرص على عدم النيل من كراماتها".

ولفت الهاشم إلى أنّ "هذا الائتلاف، كإطار نضالي، ليست، حتى اللحظة، واردة على أجندته المشاركة في الاستحقاق الانتخابي هذا بمرشحين له. ولكنه، في المقابل، يدرك أن بين أعضائه مناضلين ومناضلات عدة عاملون حاليًا على تجهيز أنفسهم لخوض غماره. فإلى هؤلاء الرفيقات والرفقاء، لا يسع الائتلاف، إلا توجيه الدعاء بالتوفيق في مساعيهم هذه، لا بل أكثر، إعلان استعداده صراحة لمدهم بالمؤازرة العملية والدعم فيها حيثما استطاع إلى ذلك سبيلا".

وأكّد أنّه "للمرحلة التي ستلي ​الانتخابات​، يعد الائتلاف نفسه للعمل في الميدان على مستوى القواعد الشعبية والأطر الاجتماعية والمدنية الوسيطة من كل الأنواع، سعيًا إلى هدفين، أولهما الإسهام في إيجاد اشكال جديدة من الديمقراطية تؤمن، حقيقة، المشاركة الشعبية الدائمة، لا الموسمية في تقرير السياسات العامة. أما ثانيهما، فهو الإسهام في تحويل الذهنيات والثقافات الموروثة، العشائرية الطابع والسائدة عندنا في تكوين العلاقات والولاءات السياسية، إلى ذهنيات وثقافات تصبح الاستحقاقات الانتخابية للمواطن الناخب، من منظارها، لا كما هي في الغالب اليوم، مناسبات لتجديد البيعة وحسب للزعيم المبجل، بل فرصًا لتقويم أداء هذا الأخير ومحاسبته على أساسه".

بدوره، شدّد نقيب محرّري الصحافة ​جوزف القصيفي​، على أنّ "تعدد الآراء هو ظاهرة صحية في لبنان وعلينا ان نشجع العصف الفكري والتبادل الثقافي والنقاش السياسي من اجل ان نستطيع تكوين صورة عن مستقبل البلد واذ تطلقون اليوم "إئتلاف لبنان الواحد"، نتمنى ان يخدم هذا الائتلاف لبنان الواحد ووحدة لبنان لأننا شاهدنا في الفترة الأخيرة الكثير من الحركات والجمعيات التي رفعت شعارات لا لبس فيها ولا خلاف عليها، وهي شعارات عنوانها وطني واجتماعي ونحن لا نشكك في صدقيتها".

وأشار إلى "أنّنا لم نلمس اي اثر فعلي لها على مستوى الرأي العام، وقد آن الآوان بان يثمر هذا العصف الفكري وهذا الحراك في عمل جاد وعقلاني من اجل تطوير لبنان ومن اجل ان نخطو بهذا الوضع المأزوم الى آفاق جديدة والى آفاق رحبة تحمل معها التغيير والحداثة الى الأصالة التي يجب ان نتجذر فيها وان نتمسك بها. لذلك نحن نقول اننا نتمنى ان تؤتي هذه التحركات أكلها وان نتمكن جميعًا من العبور الى حالٍ أفضل وإذ نتمنى ل "إئتلاف لبنان الواحد" التوفيق في مهمته".