يعود ملف مراكز "​الميغاسنتر​" المطروح اعتمادها في ​الانتخابات النيابية​ المقبلة، إلى الواجهة مجدّدًا، إذ ستبدأ اللّجنة الوزاريّة المكلّفة البحث في الاقتراحات الّتي قدّمها وزير الدّاخليّة والبلديّات بسام المولوي لمجلس الوزراء في جلسته الجمعة الماضية، وذلك تمهيدًا لتقديم تقرير مفصّل يُطرح في مجلس الوزراء في جلسة سيعقدها الخميس المقبل في القصر الجمهوري.

في هذا الإطار، لفتت مصادر وزاريّة لصحيفة "الجمهوريّة"، إلى أنّ "الخلافات العميقة ستظهر بين مكونات اللجنة الوزارية المكلّفة تجهيز مراكز "الميغاسنتر" التي ستلتئم بعد ظهر اليوم. فلكل من أعضائها مجموعة من الملاحظات المتناقضة التي يمكن ان تقود في حال احتفاظهم بها، الى استحالة تحقيق الإجماع على المشروع.

وأكّدت مصادر رسمية لـ"الجمهورية"، انّ "إنجاز "الميغاسنتر" قبل موعد إجراء الانتخابات النيابية في ايار المقبل هو مستحيل، وبالتالي يجب سحب هذا الطرح من التداول والاستعداد لإنجاز الاستحقاق وفق القانون الحالي"، مبينة أنّ "هناك صعوبات لوجستية وتشريعية لا يمكن تذليلها في الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات".

في سياق متصل بالاستحقاق النيابي، علمت الصحيفة انّ "من بين الأسباب التي لا تزال تدفع حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" الى التمهل في الإعلان عن أسماء مرشحيهما الى الاستحقاق الانتخابي، هو انتظار حسم السيناريو الذي سيُعتمد ترشيحاً واقتراعاً في الدوائر المشتركة، سواء لجهة التعاون او التباعد".

العهد والحزب

أشارت أوساط معارضة لـ"الجمهورية"، إلى "ثلاثة ملفات تشكّل تناقضاً وتبايناً وخلافاً بين العهد و"​حزب الله​":

ـ الملف الأول، يتعلّق بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية ال​لبنان​ية حول الحرب الروسية على أوكرانيا، الذي حظي بدعم واضح من رئيس الجمهورية ​ميشال عون​، الذي هنأ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عليه وفقاً لما كشفه الأخير. فيما واجهه "حزب الله" بمعارضة شديدة، معتبراً انّ وزارة الخارجية "تخلّت عن النأي بالنفس تحت ضغط الإدارة والسفيرة الأميركية"، واتهمها بـ"خدمة الأجندة الأميركية".

ـ الملف الثاني، يرتبط بترسيم الحدود البحرية، في ظل توجُّه واضح لدى عون للمضي قدماً في هذا الملف، وإعلانه انّ الخط 29 هو خط تفاوضي وانطلاقه من الخط 23 الذي يشكّل قاعدة تفاوضية مقبولة، ووصفه الوسيط الأميركي بـ"النزيه"، خلافاً لهجوم "حزب الله" على هذا الوسيط.

ـ الملف الثالث، يتصل بـ"الميغاسنتر"، في ظلّ إصرار عون الكبير على إقرار هذا البند، على رغم الصعوبات اللوجستية والدخول في العدّ العكسي للانتخابات، وإصراره ينمّ عن رسالة ضمنية إلى "حزب الله" الذي يرفض "الميغاسنتر"، من دون ان يجاهر بذلك.

طحشة أوروبية بعد الأميركية

ذكرت مصادر دبلوماسية لـ"الجمهورية"، أنّ مهمة الوفد النيابي الاوروبي الكبير، الذي وصل أمس إلى بيروت، "هي شرح ما يرافق الحرب الروسية على أوكرانيا، والاسباب التي ادّت الى نشوبها، وتقديم الشكر للمسؤولين اللبنانيين على موقفهم مما يجري في الشرق الأوروبي".

وفي معلومات الصحيفة انّ "الوفد يضمّ 27 عضواً، من بينهم 16 نائباً برئاسة النائب الفرنسي في المجلس الأوروبي فرانك بروست. ويرافق الوفد 11 مسؤولًا اوروبيًّا يشكّلون مجموعة من الرؤساء والمديرين التنفيذيين لمؤسسات الدراسات الاستراتيجية والإنمائية الاوروبية الكبرى العاملة على الساحة الاوروبية ومنطقة الشرق الأوسط، ومن اكبرها شركات فرنسية والمانية".

بري يخترق الترشيحات "الذكورية" للثنائي الشيعي ويتعاون مع باسيل "على القطعة"

كشف مصدر بارز في حركة "أمل"، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ قطع شوطاً على طريق جوجلة أسماء المرشحين أكانوا من "الحركيين" أو المستقلين، لخوض الانتخابات النيابية على لوائح كتلة "التنمية والتحرير" المتحالفة مع "حزب الله"، مفيدًا بأنّ "التغيير يشمل أربعة نواب حاليين، هم ياسين جابر الذي كان السباق وزميله في الكتلة أنور الخليل في إبلاغهما بري عزوفهما عن الترشح، وعلي بزي الذي سيحل مكانه أشرف بيضون، ومحمد نصرالله الذي استبدل بالرئيس السابق لمجلس الجنوب قبلان قبلان".

ولفت إلى أن "مرشحي "التنمية والتحرير"، وعددهم 17 مرشحاً هم، إضافة إلى بري الذي تقدم بترشحه عن دائرة الزهراني- صور: علي عسيران، عناية عز الدين، علي خريس، أيوب حميد، أشرف بيضون، علي حسين خليل، قاسم هاشم، الوزير السّابق مروان خير الدين، ناصر جابر، هاني قبيسي، إبراهيم عازار، فادي علامة، محمد خواجة، غازي زعيتر وقبلان قبلان".

وأكّد المصدر أن "بري يواصل مشاوراته مع العائلات المسيحية في قرى قضاء صيدا - الزهراني، لاختيار المرشح الكاثوليكي الذي يستكمل به لوائح الكتلة، وإن كانت الأرجحية تصب لمصلحة تجديد التعاون مع النائب ميشال موسى".

في هذا السياق، شدّد مصدر نيابي بارز على أن "بري ضد تأجيل إجراء الانتخابات ولو لدقيقة واحدة، وهو يشكل رأس حربة ضد ترحيلها إلى موعد لاحق، لقطع الطريق على من يراهن على التمديد للبرلمان، لينسحب لاحقاً على التمديد لرئيس الجمهورية الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول المقبل". وسأل: "لماذا لم يبادر عون للإصرار على استحداث مراكز للـ"ميغاسنتر" منذ أشهر عدة؟ وما هي الأسباب الكامنة وراء صمته طوال هذه الفترة ليبق البحصة أخيراً؟ ومن أوحى له بأنه يمكن إقامة هذه المراكز في غضون أسابيع؟".

من جهتها، رأت مصادر سياسيّة، أنّ "رئيس "التيار الوطني الحر" النّائب ​جبران باسيل​، وإن كان يستقوي بـ"حزب الله" لتعويم نفسه انتخابياً، فإن تعاونه الانتخابي مع بري يبقى على القطعة، وتحديداً في بعبدا- المتن الجنوبي والبقاع الغربي- راشيا، شرط أن يكف باسيل

"شره" عن نائب رئيس المجلس إيلي الفرزلي، فيما التعاون في دائرة جزين - صيدا يبقى عالقاً، ولن يرى النور بسهولة ما لم يحسم باسيل أمره لمصلحة ترشيحه للنائب السابق أمل أبو زيد ليخوض الانتخابات بالتعاون مع إبراهيم عازار".

كما أشارت الصحيفة إلى أنّ "لوائح الثنائي الشيعي تكاد تكون محصورة بالتمثيل الذكوري، لو لم يخرقه بري بترشيح عز الدين، فيما لم يسبق لـ"حزب الله" أن دعم ترشح المرأة للانتخابات البلدية والنيابية أو لتوليها حقيبة وزارية أو منصب إداري، بخلاف "أمل".

حكومة الخضوع للأميركيين في "كوما": لا كهرباء قريباً

ذكرت صحيفة "الأخبار" أنّ "من الواضح أن الرسالة الأخيرة التي حملتها السفير الأميركية ​دوروثي شيا​ من الموفد الإسرائيلي آموس هوكشتين في شأن الترسيم، أعادت الأمور إلى نقطة الصفر. إذ اعتبر هوكشتين أن لبنان يقرّ بأن حدوده عند الخط 23، لكنه اتفق مع الإسرائيليين على أن ذلك ليس حقاً مقدساً للبنان، وطالب بحصّة في البلوك رقم 8. هذه الخطوة أدّت ليس إلى تجميد البحث في خطوات عملانية سريعة فحسب، بل إلى تعمق الخلاف الداخلي حول طريقة التعامل مع الملف. إذ إن رفض ثنائي أمل - حزب الله المشاركة في لجنة لدرس الطلب الأميركي، حمل رسالة يفسرها مطّلعون بأنها تعكس تمسكاً باتفاق الإطار (على كل مساوئه) لناحية إجراء المفاوضات برعاية الأمم المتحدة وتقييد حركة الوسيط الأميركي بلعب دور المسهل فقط، وهو ما حاول هوكشتين الإطاحة به. كما حمل موقف الثنائي رسالة أكثر حدّة من خلال تصريحات رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي قال، ببساطة، إنه "لا تنقيب عندنا يعني لا تنقيب عند غيرنا".

وركّزت على أنه "اتضح أن موقف رعد لا ينطوي على تحفظ عن أي تنازل في مجال الحصص فحسب، بل حمل جواباً مباشراً على رسالة عاجلة وردت من فرنسا وشركة "توتال"، بعدم الاستعداد لأي عمل في البلوكات اللبنانية قبل الوصول إلى اتفاق نهائي على الترسيم. عملياً، يعني ذلك أن حزب الله قرّر أنه في حال منع الأميركيون فرنسا من القيام بأعمال تنقيب في بلوكات لبنانية خالصة، ستمنع المقاومة أي شركة عالمية، أميركية كانت أم أوروبية من القيام بأي أعمال تنقيب في النقاط الحدودية من الجانب الفلسطيني. وفي هذا عودة إلى مربع التوازن، وهو أمر يمكن ملاحظته حتى في اتفاق الإطار الذي لا يغفل تفاهم نيسان (توازن حماية المصالح المدنية ودور الأمم المتحدة) ولا القرار 1701 الذي ينظم إدارة الاستقرار الأمني على جانبي الحدود".

ابتزاز اميركي: اي دعم لقطاع الطاقة مرتبط بانجاز ملف الترسيم البحري مع العدو

وعلمت "الأخبار" من مصدر مصري مطلع، أن "القاهرة ليست في وارد توقيع اتفاقية توريد الغاز إلى لبنان قبل الحصول على ورقتين: الأولى تتعلق بإعفاء واضح وصريح وكامل من عقوبات قانون قيصر، والثانية تتعلق بموافقة صريحة وموثقة ومبرمجة من البنك الدولي على تمويل العملية". وشرح المصدر أنّ "الأميركيين قالوا لنا، صراحة، إن الأوراق ليست جاهزة بعد، وإن ملف الكهرباء الأردنية مرتبط بالاتفاق أولاً على جر الغاز المصري. وهو ما تبلغه لبنان أيضاً من الجانب الأردني".

وفي ما يتعلق بالمفاوضات مع البنك الدولي لتمويل المشروع، أكدت مصادر وزارة الطاقة، للصحيفة "حصول تقدم "إجرائي" لكنه ليس حاسماً، وأن الأمور عالقة في انتظار اجتماعات مجلس إدارة البنك الدولي". ونقلت عن مسؤولين في البنك إشارتهم إلى "تأخير إضافي" بسبب انشغال العالم بالحرب بين روسيا وأوكرانيا من جهة، ولأن ما تعرضه شركة كهرباء لبنان من خطط لتحقيق وقف فعلي في الهدر وتأمين عائدات جدية ليس واضحاً أو مقنعاً.

شركات الطيران تتمرّد على القضاء: لن ندفع أموال الـ pcr

شدّدت صحيفة "الأخبار" على أنّ "ثلاثة أسابيع تلت صدور قرار المدعي العام لدى ديوان المحاسبة، القاضي فوزي خميس الذي ألزم بموجبه المديرية العامة للطيران المدني التعميم على شركات الطيران تحويل المبالغ المقبوضة بالدولار الأميركي الفريش، بدل إجراء فحوص الـPCR، لحساب وزارة الصحة والجامعة اللبنانية". وأشارت إلى أنّه "كان منتظراً من الشركات -أو هكذا ظنّ المعنيون- أن تبادر إلى إعادة ما هو "أمانة" إلى أصحابها (50 مليون دولار على أساس مذكرة التفاهم الأولى الموقّعة بين المديرية العامة للطيران المدني والجامعة اللبنانية ووزارة الصحة التي فرضت استيفاء 50 دولاراً عن كل راكب لإجراء فحص الـ pcr)، إلا أنها التزمت الصمت واستغرقت في إعداد المطالعات للردّ على تعميم مديرية الطيران المدني، ومن خلفه قرار القاضي خميس".

وأوضحت أنّ "بعد ثلاثة أسابيع من الصمت، كان أول الغيث مع خروج أولى المطالعات عن "إمبراطورية" ​طيران الشرق الأوسط​ ومجموعة الخطوط الجوية القطرية... وخلاصتها: "مش دافعين"، مبيّنة أنّ "شركات الطيران ردّت بأنها غير معنية بالتعميم، وتالياً بالقرار الصادر عن خميس، وترفض تسديد أي مبلغ بالدولار الأميركي للجامعة والوزارة، معتبرة أنها "بريئة الذمّة من أي مبلغ استوفته من أي راكب لغرض إجراء فحص الـPCR".

استعجال لاختيار مرشحي المعارضة في النبطية

أفادت "الأخبار" بأنّ "القوى والمجموعات السياسية المُعارِضة في الجنوب تواصل بذل الجهود لتذليل صعوبات تواجهها في مسعاها لتأليف لوائح موحّدة، لخوض الانتخابات في دوائر الجنوب الثلاث". وعلمت أنّ "الاتفاق على آلية ومعايير لاختيار المرشحين في الدائرتين الأولى والثانية مؤجّل إلى ما بعد انتهاء مهلة تقديم الترشيحات في 15 آذار، للاختيار بين أسماء جدّية في ترشّحها وتقدمت به. كذلك هي الحال في قضاءي مرجعيون حاصبيا وبنت جبيل. إلا أن قضاء النبطية يشهد استعجالاً من قِبَل بعض القوى للتوصّل إلى آلية لاختيار المرشحين، قبل 15 آذار، علماً أنّ من الطبيعي ظهور أسماء جديدة، خصوصاً في ضوء الاجتماع التشاوري الموسّع الذي يعقد غداً في بلدة حبوش حول كيفية مقاربة الاستحقاق الانتخابي وتحديد الخيارات".

على الصعيد الانتخابي، لفتت مصادر سياسية لـ"الأخبار"، إلى أنّ "رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة كان يأمل بعد مؤتمره الصحافي في 22 شباط الماضي، استجرار دعم سعودي مالي وسياسي لملء فراغ انسحاب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في الشارع السني، إلا أنّ ذلك لم يحصل، كما أن محاولات التواصل مع شخصيات ثرية للتحالف معها لم يكتب لها النجاح بعد".

وأشارت إلى "استياء شديد في أوساط "تيار المستقبل" من خطوة النائب السابق مصطفى علوش ومن حراك السنيورة، عبّرت عنه منصّات وسائل التواصل الاجتماعي باتهامات بـ"قلّة الوفاء" للحريري"، مرجّحةً أن "الحريريين" سيواجهون من "خَرجوا" على رئيس التيار بشراسة أكبر من مواجهة خصوم المستقبل التقليديين، لإرسال رسائل إلى الدّاخل والخارج مفادها بأن لا بديل عن الحريري على السّاحة السنّية".