أكدت القائمة بأعمال مدير إدارة المشاريع والبرامج في صندوق قطر للتنمية نوف الكعبي، أن "المجتمعات المهمّشة في البقاع وشمال لبنان بحاجة ماسة إلى الاهتمام والدعم، حيث أنها تكافح من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية".

وأوضحت، خلال كلمة بمناسبة بدء تنفيذ مشروع "دعم سبل العيش في البقاع وشمال لبنان الذي يستهدف ​اللاجئين السوريين​"، الذي مدته سنة واحدة، ويهدف إلى استهداف 604 من اللبنانيين والسوريين الأكثر ضعفًا في شمال لبنان و​البقاع الأوسط​، أن "النهج الشامل يوفّر لبرنامج سبل العيش فرصًا متنوعة تهدف إلى التخفيف من الصعوبات الاقتصادية المتزايدة باستمرار، وتلبية احتياجات التعليم، وغرس الحسّ بالغاية لدى اللاجئين السوريين، الأكثر ضعفًا ولدى المجتمعات اللبنانية، مع التركيز على العاطلين عن العمل والنساء، في مناطق مهملة منذ فترة طويلة".

وبعد تسع سنوات من النزاع السوري، يعيش حاليًا ما يقرب من 1.5 مليون لاجئ سوري في لبنان، منهم حوالي 950 ألفًا مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR). يقدر عدد سكان لبنان حوالي 6 ملايين نسمة، وهو يستضيف أكبر عدد من اللاجئين لكل فرد في العالم. شكل هذا التدفق الهائل تحديات كبرى لهذا البلد الصغير، الذي يفتقر إلى الموارد الكافية والبنية التحتية والإرادة السياسية للاستجابة لاحتياجات اللاجئين.

​​​​​وفي سياق الأزمات المتعددة في لبنان، بما في ذلك جائحة كوڤيد-19 التي أودت بحياة الكثيرين وتسببت في اضطرابات اجتماعية واقتصادية ذات عواقب وخيمة، يهدف المشروع إلى مواجهة هذه التحديات من خلال التدخلات التي تلبي احتياجات الفئات الضعيفة من السكان.

وتهدف هذه المبادرة المشتركة إلى خلق فرص منتجة للدخل، وتعزيز سبل العيش الريادية وتعزيز فرص العمل للمجتمعات المهددة بنقص الخدمات البلدية، والتي تعيش في أحياء مضطربة في الشمال وعكار ووادي البقاع.

بدوره، لفت رئيس مكتب ​المنظمة الدولية للهجرة​ في لبنان، ماتيو لوتشيانو، إلى أنه "تأتي هذه المساهمة السخية من صندوق قطر للتنمية في وقت حرج حيث يعاني الكثير من الناس في لبنان في مواجهة التراجع الاقتصادي والمالي، ووباء كوڤيد-19، ومؤخراً، ​انفجار مرفأ بيروت​. شراكتنا هي مثال رائع على الكيفية التي يوفر بها العمل الإنساني والتنمية شريان حياة للمجتمعات المضيفة والنازحة الضعيفة التي تحاول تلبية احتياجاتها الأساسية".

وتكمن أهمية المشروع في معالجة الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والتوترات التقليدية المرتبطة بوجود أعداد كبيرة من المجتمعات النازحة والتي تتعرض لضغوط متزايدة بسبب تدهور الأوضاع في لبنان.