قبَيل أيام من استحقاق ​الانتخابات النيابية​، سجّلت اسعار البنزين خرقاً جديداً متخطية حاجز الـ 500 الف ليرة، ما سينعكس حُكماً ارتفاعاً اضافياً في بدل كلفة التنقل للناخبين، والتي تُحتّم على الغالبية منهم التوجّه نحو القرى والمناطق البعيدة للادلاء بأصواتهم.

أما عن ليترات البنزين المتوقع استهلاكها خلال نهاية الاسبوع لزوم التنقّل في يوم الانتخاب، فيقول رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس لـ"الجمهورية": يستهلك المواطنون نحو 8 ملايين ليتر بنزين يومياً بمجموع حوالى 50 مليون ليتر اسبوعيا (يعتبر الاسبوع 6 ايام لأن استهلاك البنزين خلال يومي السبت والاحد يتراجع الى النصف اي 4 ملايين ليتر كل يوم).

وتوقع شماس انه اعتبارا من يوم الجمعة حتى يوم الاثنين بعد الانتخابات سيتضاعف الطلب على البنزين، وبالتالي سيتم احتساب استهلاك يومي السبت والاحد مثل استهلاك الايام العادية اي 8 ملايين ليتر يوميا بدلاً من 4 ملايين ليتر بما مجموعه 16 مليون ليتر بنزين، أما في يومي الجمعة والاثنين فمن المتوقع ان يزيد الطلب بنسبة 30% اي من 8 ملايين ليتر يوميا الى نحو 10 ملايين ونصف المليون ليتر يوميا ليصبح مجموع استهلاك البنزين خلال هذه الأيام الاربعة حوالى 37 مليون ليتر بنزين بزيادة نحو 14 مليون ليتر عن الايام العادية.

أما عن الكلفة العامة لصفائح البنزين التي ستستهلك من ايام الجمعة الى الاثنين، والتي توازي مليون و850 الف صفيحة وبزيادة 700 الف صفيحة عن الايام العادية، فتبلغ نحو 938 مليار ليرة اي بزيادة نحو 355 مليار ليرة عن الايام العادية.

ولفت شماس الى انّ هذه الحسابات تستثني الكلفة والكميات التي تحتاجها القوى المسلحة، اي الجيش وامن الدولة... من المحروقات خلال هذه الفترة. وطمأنَ الى ان الكميات المتوفرة في السوق تكفي لتغطية حاجة السوق خلال الانتخابات، لافتاً الى ان كل الماكينات الانتخابية تجهّزت لوجستيا لتأمين البنزين لمندوبيها ولتأمين التنقل لمنتخبيها من العاصمة الى القرى او المناطق النائية، وذلك وفق بُعد مكان القيد عن مكان السكن.

يونا فرونتسكا

وفي موازاة بدء الماراتون الإنتخابي الذي انطلق من دول الإغتراب في ٦ و٨ أيار، ودخول لبنان الأسبوع الأخير الذي يفصله عن انتخابات المقيمين، اكدت المنسّقة الخاصّة للأمم المتّحدة في لبنان يونا فرونتسكا عبر "الجمهورية" أنّ "الدعم التقني الذي تقدّمه الأمم المتّحدة للمساعدة فى إتمام الإنتخابات يشمل تأمين الكهرباء والحبر المُستخدَم في الإقتراع، الأوراق، تدريب الموظّفين المسؤولين عن العمليّة، وتقديم نصائح إلى رؤساء الأقلام والمندوبين، وذلك ضمن برنامج الإنماء للأمم المتحدة UNDP"، موضحةً أنّه "لن يكون هناك أيّ دور عمليّ في الرقابة على الإستحقاق إلّا أنّني سأزور عدداً من المراكز في ١٥ أيّار للإطّلاع على سير الإنتخابات، حيث سيحضر أيضاً دبلوماسيون أجانب في أكثر من منطقة لمتابعة مجريات الإقتراع ومدى الإلتزام بمعايير الشفافيّة وحريّة الناخبين وتسجيل الملاحظات اللازمة".

وشدّدت المنسّقة الخاصّة على أنّ "الخيار اليوم هو في ذمّة اللبنانيين إن كانوا يُريدون تغييراً أم لا، فهذه الإنتخابات فرصة بالغة الأهميّة للتعبير عن خياراتهم في ظلّ الأزمة الكبيرة التي يُواجهونها"، مضيفةً: "نحن مستعدّون لمرافقة اللبنانيين في القرار الذي يتّخذونه هذا الأسبوع".

أمّا عن مدى تعويل الأمم المتحدة على هذه الإنتخابات لإحداث تغيير سياسي في السلطة اللبنانيّة، فركّزت فرونتسكا على أنّ "هذا الإستحقاق بمثابة المرحلة البداية التي ستُمهّد لمراحل أخرى آتية في لبنان، والمطلوب من اللبنانيين ممارسة حقّهم والتوجّه بكثافة إلى صناديق الإقتراع، فنحن نريد وصول وجوه جديدة وإصلاحيّة إلى مجلس النواب لكنّ الدور الأوّل والأساس يقع على عاتق الشعب اللبناني لصناعة مستقبله بيديه".

وبالنسبة إلى مرحلة ما بعد الإنتخابات، أكّدت فرونتسكا أنّ "على السلطة في لبنان بعد ١٥ أيار بذل الجهود كافّة لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة داخلياً ودولياً عبر تحرّك عاجل يُنقذ ما يمكن إنقاذه ويُجنّب اللبنانيين أزمات اقتصاديّة ومعيشيّة أصعب".

ونوّهت بـ"وجود عدد كبير من المرشّحين والمرشّحات في مختلف الدوائر الإنتخابية، خصوصاً أنّ الأمم المتّحدة تشجّع وصول النساء إلى مراكز القرار، فدخولهنّ إلى مجلس النواب في هذه المرحلة أمرٌ بالغ الأهميّة لتعزيز دور المرأة على المستويات كافّة". وقالت: "ندعو الشباب اللبناني إلى المشاركة في صناعة مستقبله والإقتراع بكثافة لكي يُحدّد خياراته ويتحمّل مسؤوليّته، خصوصاً أنّ الأمل موجود رغم الصعاب القائمة".