ترأس رئيس أساقفة ​أبرشية​ ​طرابلس​ المارونية ​المطران يوسف سويف​ القداس الالهي في كل من مزار القديس أنطونيوس البادواني في كفرزينا في ​قضاء زغرتا​ وفي كنيسة ​مار أنطونيوس​ البادواني في مركز المطرانية في كرمسدة، حضرهما مجموعة من المؤمنات والمؤمنين الذين اتوا من مختلف قرى وبلدات ومدن الأبرشية.

وخلال عظتيه، أكد سويف ان "المناسبة اليوم تدعونا الى شكر الرب على الكنيسة، وعندما أقول كنيسة لا أقصد المطران والكهنة والرهبان والراهبات، انما شعب الله وجماعة المؤمنين، وبالتالي الدعوة لنا جميعا لان نشكر بعضنا البعض على عطاءاتنا المختلفة والمتعددة، والعيد الحقيقي الذي يدلنا عليه مار أنطونيوس البادواني، هذا القديس الشاب الذي تمتع بموهبة الكلمة والكتابة والعلم هو عيد اللقاء مع ​يسوع المسيح​ الذي يهبنا فرحا لا مثيل له، فنصبح بدورنا شهودا للفرح والمحبة".

أضاف: "أن نعيّد، يعني ان نحاول العمل على تغيير مجتمعنا وعالمنا نحو الأفضل. ولكن قبل العمل على تغييرهما لا بد من تغيير أنفسنا وافكارنا فنقدم مشاكلنا وتعبنا وجراحنا وكل ما نحمله من أعمال ثقيلة أمام مذبح الرب، وما نبحث عنه اليوم هو عيش المسيحية بعمقها لا بقشورها وسطحيتها وهذا من خلال صداقتنا مع الكتاب المقدّس وكلمة الله، وهذا تماما ما عاشه القديس انطونيوس البادواني الذي عرف التجدد اليومي والغرام بكلمة الله، فذهب وكرّس كل حياته للمسيح الذي كان يسبّحه ويمجّده ويُخبر عن أعماله أمام الناس. ومن سيرة القديس أنطونيوس الذي يخبرنا كتاب السنكسار ان السمك كان يخرج من البحر والنهر عند سماع كلامه، نتعلم أنّ الإنسان الذي يكون مع الله يعيش بسلام وإنسجام مع الخليقة كلّها ومع أخيه الإنسان القريب والبعيد والذي يرتاح له أو الذي قد ينزعج من وجوده او حضوره".

واردف: "من هنا الدعوة لنا جميعا حتى نسبح الرب مع مختلف خلائقه مع العصافير والشجر والطبيعة التي لا بد لنا من المحافظة عليها، عبر الابتعاد عن تدميرها بأنانيتنا تماما كما نفعل مع بعض اخوتنا البشر عن قصد او غير قصد"، معتبرا أن "العيد يكون عندما نجدد علاقة ​الحب​ مع الله والكنيسة التي نريدها كنيسة تنبض بالحياة من خلال وجودكم وحضوركم، فالحجر على الرغم من جماله الفائق،يبقى غير منظور امام جمال قلب الإنسان. وكنيستنا هي كنيسة بشر أحياء نرغب في ان يعيشوا افضل العلاقات بين بعضهم البعض، فيتجدد المجتمع ومعه لبنان المجروح والمتألم"

وتابع: "​الصلاة​ اليوم هي لكي يتجدد الوطن ولكي لا نفقد ثقتنا به، ففقدان الثقة بالوطن تشكل خطرا كبيرا يضاهي الأخطار الخارجية، ونصلي للحفاظ على وجه الحوار والاديان والثقافات والعيش الواحد والتعددية في لبنان فنتمكن من التلاقي مع بعضنا البعض مدركين دورنا الرسولي داخل الوطن وفي الشرق وفي العالم أجمع".