حذّرت ​مؤسسة كهرباء لبنان​ من العتمة الشاملة بحال لم تصل الى لبنان بواخر الفيول خلال شهر آب، علماً أن نسبة كبيرة من اللبنانيين يعيشون بعتمة شاملة منذ أشهر، فمنهم من يحصل على ساعة تغذية كل 24 ساعة، ومنهم من لا يحصل على شيء لخمسة أيام متوالية كحال قرى في كسروان والجنوب، لذلك بالنسبة الى هؤلاء اللبنانيين فالتهديد لم يعد ينفع.

وصلنا الى زمن يتمنى فيه اللبناني الحصول على ساعة كهرباء ليلاً لتشريج بطاريّات الطاقة الشمسيّة، إذ لم يعد يملك أيّ ثقة بدولة مهترئة، تقول ما لا تفعل، وتفعل غير ما تقول. عندما تتحدّث مؤسسة الكهرباء عن العتمة الشاملة فهي تقصد العتمة في المناطق التي تحصل على 4 ساعات تغذية، وبعض المؤسّسات التي تتغذّى من كهرباء لبنان كحال المستشفيات مثلاً، وهو ما قد يحصل نهاية شهر أيلول عند انتهاء العقد الموقّع مع ​العراق​، وربما قبل ذلك أيضاً، بحال لم تصل أيّ باخرة خلال شهر آب، الذي يشهد تقشّفاً استثنائياً باستعمال الفيول الموجود في المعامل.

هذا العقد مع العراق هو بحسب المصادر "أمل" لبنان الوحيد للحصول على بعض الطاقة الكهربائيّة، إذ أنّ كل الخيارات البديلة غير متوفّرة في الوقت الراهن، متوقّعة أن يتمّ تجديد العقد مع العراق، لكن هذا يتطلّب زيارة رسمية لبنانيّة الى بغداد للبحث بالموضوع، وهو ما لم يحصل بعد.

أما بالنسبة الى الفيول الإيراني الذي عرض طلبه أمين عام حزب الله ​السيد حسن نصر الله​ للبنان بحال صدرت موافقة رسميّة من الحكومة على ذلك، فهو لا يزال معلّقاً بحبال الهواء، رغم زيارة ​السفير الإيراني​ الى رئيس الحكومة المكلّف ​نجيب ميقاتي​، والكلام الإيجابي الذي سمعه منه السفير.

بحسب مصادر متابعة فإنّ ميقاتي غير قادر على رفض الفيول بشكل مباشر لأنّ ذلك سيجعله السياسي الوحيد في لبنان المعارض للفيول الايراني المجّاني، وبالتّالي فإنّ إيجابيّته هذه قد تكون مناورة لرفض الفيول بشكل غير مباشر.

ترى المصادر أنّ ميقاتي الّذي تحدث بإيجابيّة عن حصول لبنان على الإيراني سرّب عبر بعض وسائل الإعلام بأنّ الفيول المعروض غير مطابق لمواصفات المعامل في لبنان، ما يجعله شبيهاً بالفيول الذي نحصل عليه من العراق، والذي يتمّ استبداله بفيول مطابق لمواصفات المعامل، وبالتالي هذا يطرح إشكاليّة كبيرة.

بحال صدق أمر المواصفات فإنّ على ميقاتي أن يطلب من وزارة الطّاقة زيارة إيران فوراً للتنسيق والاتفاق على الخطوات التطبيقيّة، علماً أن بإمكان بيروت تسليم طهران كل المهام التي تسبق وصول بواخر الفيول المناسبة الى لبنان، أي القيام بهمة الاستبدال المذكورة، وهذا يريح اللبنانيين من محاولات السمسمرة في الملفّ، على غرار ما حصل في ملف الفيول العراقي، ما يعني أنّ كل الحديث الذي يسبق هذه الزيارة هو مضيعة للوقت وللكهرباء على الشعب اللبناني.

هل يناور ميقاتي على الفرصة؟! هل فعلاً إيران جاهزة لمدنا بالفيول المجاني لتشغيل معامل الكهرباء لبضعة أشهر، كلها أسئلة قد لا نجد إجابات عليها لأن المسؤولين بارعين الى حد الاحتراف بالمناورات وتضييع الوقت والفرص.