أشار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ​ناصر ياسين​، إلى أن "​مشكلة النفايات​ في لبنان عمرها عقود، نعيش تداعياتها حالياً أكثر وأكثر، لأننا لم ننجح بعد الحرب الأهلية في بناء إدارة متكاملة للنفايات الصلبة".

وأوضح في زيارة لمركز تجميع وفرز النفايات التابع لمؤسسة "إدارة نفايات لبنان LWM"، "أننا كنا دائماً نلجأ إلى حلول موقتة"، معتبراً أن "للمشكلة ثلاثة أسباب: أولا قضية سلوكية لأننا لم نعزّز ثقافة الفرز وهذه الاشكالية ليست محصورة فقط في لبنان. ثانياً هناك مشكلة لها علاقة بالادارة، بمعنى أنه منذ أعوام نأتي بمتعهد كبير لإدارة القطاع باطار مركزي ولا نفكّر بمتعهدين صغار على مستوى منطقة أو بلدية. المشكلة الثالثة لها علاقة باسترداد كلفة ادارة وتشغيل هذا القطاع حيث تغطية الكلفة لا تزال، بمجملها، مركزية عبر الصندوق البلدي المستقل وهي غير واضحة لكثير من ​البلديات​".

ورأى ياسين، أن "الحل ليس مستعصيا، وهنا يبرز دور المبادرات كتلك التي يقوم بها أشخاص مثل LWM بهذه الطريقة المبتكرة من تعزيز ثقافة الفرز من المصدر وشراء المفروزات والعمل على المستوى المحلي، وعبر هذا النموذج نحل إشكالية المتعهّد الكبير الذي عندما يرى أزمة مالية يترك البلد وينسحب بسبب المخاطر على الاستثمار".

ورأى أنه "من هنا تكمن أهمية تشجيع المبادرات والشركات الناشئة من أجل إدارة هذا القطاع والتي تثبت نجاحها وتتحرّك بسرعة ومرونة وهذا مهم في علم الادارة والتخطيط. وعندما نفتح مثل هذه المراكز في أكثر من منطقة وفي احياء المدن فإننا نبدأ بتعزيز اللامركزية، فلا حل لازمة النفايات إلا باللامركزية، بحيث تكون كل منطقة مسؤولة عن نفاياتها".

ولفت وزير البيئة، إلى أن "توجهات الوزارة هي نحو تشجيع الشركات الناشئة التي تعمل على مستوى البلديات، مع تعزيز ثقافة الفرز، ووضع نظام لتغطية جزء من الكلفة عبر بيع المفروزات. هكذا نستطيع البدء بحل هذه الازمة. صحيح أننا سنبقى بحاجة إلى مطمر صحي، وصحيح أن التغيير السلوكي يحتاج سنوات وسنبقى بحاجة إلى معامل كبيرة للفرز والتسبيخ، إنما هذا يعني أننا أصبحنا أكثر حضورا وجهوزية لحل ازمة النفايات".

وأردف أنه "في ما يتعلق بالتمويل، هذه المبادرات تبرهن أنه عبر الفرز وعبر مراكز التجميع ومراكز الاستلام نستطيع تغطية جزء مهم من الكلفة المالية لهذا القطاع، وهذه فرصة لانقاذه".

بدورها، كشفت النائب ​بولا يعقوبيان​ في كلمتها عن "تحضيرها لاقتراح قانون لتسهيل عمل جمعيات ناشئة مثل مؤسسة إدارة نفايات لبنان"، مشددة على "أهمية فرز النفايات الذي لا يحتاج إلى شهادات بل إلى ثقافة وتغيير سلوك". واستبشرت خيراً "بعد التعتير الذي أصابنا وإقتنع البعض أنه بلا تخفيف من حجم النفايات وبلا فرز وبلا تدوير وإعادة تدوير ليس هناك من حل".