في الملف الحكومي، وفيما لم تنجح اللقاءات التي جمعت رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه بري في تذليل أي عقبة. وفي هذا الإطار، كشفت مصادر مطلعة لـ "الأخبار"، أن «بري لم يعُد يخفي استياءه من الطريقة التي يتعامل بها ميقاتي والتي تؤشر إلى عدم رغبته في تأليف حكومة»، مشيرة إلى أن «تطورات الأيام الأخيرة، لا سيما لجوء ميقاتي إلى دار الفتوى لحماية نفسه واستنهاض السنة معه، عمّق الخلاف مع رئيس الجمهورية وفريقه».

واعتبرت مصادر بارزة أن «أخطر ما في هذا الملف أن عدم تشكيل حكومة جديدة تستلم عهد الفراغ الرئاسي سينتج منه تكتّل مسيحي للدفاع عن صلاحيات رئيس الجمهورية، إذ لن يقبَل أي طرف سياسي مسيحي بأن تتسلم حكومة تصريف الأعمال دور رئيس الجمهورية، وهذا ما يُفسر عدم دفاع القوات مثلاً عن ميقاتي في المعركة بينه وبين الرئيس ميشال عون.

التفاؤل بالتأليف يتراجع

قالت مصادر سياسية مطلعة على ملف التأليف لـ "الجمهورية"، إن بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد غدا، ستشكل ذريعة لجميع الأطراف للتراجع عن الملف الحكومي، لمصلحة الملف الرئاسي على مدى الأسابيع المقبلة.

وأضافت هذه المصادر، انه "حتى المقاربة الرئاسية لسحب التكليف من ميقاتي تشهد تبايناً وخلافا بين المحيطين برئيس الجمهورية، وبالتحديد بين باسيل المروج لهذا الطرح، وبين المستشار الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي، الذي يرى أن لا امكانية دستورية لذلك. ويقابل ذلك استشارات دستورية لدى رئيس الحكومة، تعزّز الرأي الدستوري القائل، إن الحكومة الحالية، يمكنها تولّي صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الشغورالرئاسي، بغضّ النظر عن كونها حكومة تصريف اعمال. وتستبعد المصادر ان يحقق اللقاء الخامس، إن حصل، بين الرئيس عون وميقاتي، تقدّماً في عملية التأليف وهو لن يتعدى اطار تقدما التشاور فقط لا غير.