أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس ​المطران إلياس عوده​، خلال رعايته افتتاح المبنى الرئيسي لجامعة ​القديس جاورجيوس​ في بيروت - ​الأشرفية​، وحضور عدد من النواب والوزراء والشخصيات، الى أن "العلم يحرر عقل الإنسان، وهو ​السلاح​ الأمضى الذي يمكن استخدامه لتغيير وجه العالم. لذلك، نسعى، من خلال مدارسنا، ومن خلال هذه الجامعة، إلى زرع بذور العلم والإنـسانية والفضائل في عقول أبنائنا، لتزهر ثقافة وانفتاحا وفنا وإبداعا. لقد شئنا هذه الجامعة، رغم قساوة الأيام، وصعوبة البناء في زمن تحطيم كل القيم والإمكانات، لنكمل المسيرة التي بدأها أسلافنا في بناء الصروح التعليمية والطبية والخدماتية. فمدارسنا، وأولاها مدرسة الثلاثة الأقمار التي أنشئت سنة 1835، كانت منارات في خدمة أجيال بيروت، ورأينا أن الوقت قد حان لبناء صرح جامعي يتابعون فيه تحصيلهم العلمي، والثقافي، والأخلاقي، والوطني".

وشدد على أن "​الكنيسة​ تسعى جاهدة من أجل بناء الإنسان روحيا وفكريا وجسديا، كي تكون منارة في ظلمة العالم المادي المتخبط بالمشاكل والحروب، والساعي وراء الشهوات والماديات والمصالح. الكنيسة لا تخوض حربا دموية، بل حربا لا منظورة ضد الشر، ضد الجهل، والظلم، والـتخلف، والتعصب، والاستعباد، والاستبداد، والظلام الفكري، إلا أن المشكلة التي تواجهنا في هذه الأيام العصيبة هي في إقناع هذا الجيل بأن العلم، من دون سواه، هو مفتاح النجاح والمستقبل الزاهر، فـيما هو محاط بحملة الشهادات الذين يعيشون ​البطالة​ و​الفقر​، ويعانون كغيرهم من أبناء هذا البلد، من عقم تصرفات بعض المسؤولـين، وجهل البعض، وجشع الآخرين".

وأكد المطران عودة أن "رأس المال الحقيقي ليس نفطا لا يزال في البحر ولا نعلم متى يستخرج، إن استخرج وأحسن استثماره، رأس المال الحقيقي هو العلم. أما الجهل فهو العدو الأكبر. الكنيسة التي تعمل بحسب قول ربها: "من عمل وعلم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السموات" (متى 5: 19) تعي تمام الوعي أن ترك النفوس بلا علم ولا أدب وثقافة هو كترك مريض بلا طب أو علاج. وبما أن كل إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله، تدأب الكنيسة على الاهتمام بالبشر وإعلاء شأنهم عن طريق العلم، الذي هو الوسيلة الوحيدة التي ترتفع بها مراتب الإنسان إلى الكرامة والشرف، طبعا بعد إتمام الوصايا الإلهية والسير بهدي كلمة الله".

أما وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال ​عباس الحلبي​، فقال: "تعاني البلاد صعوبات متداخلة تصل إلى حدود الاختناق على المستويات كافة، وترخي هذه الظروف بثقلها على المواطنين، وخصوصا على القطاعين التربوي والجامعي، وتتزاحم الأولويات أمام الأهالي الذين لم يعد أمامهم سوى تعليم أولادهم والاستثمار فيهم، على أمل أن يعود الشباب معززين بالتخصص وينهضوا بأهاليهم وبعائلاته، لكن رغم كل ذلك السواد، نبذل مع المخلصين جهودا جبارة لنحافظ على استمرارية القطاع برمته، ونشدد على المساحات المضيئة التي تجترحها المؤسسات على غرار إطلاق جامعة القديس جاورجيوس اليوم".