انتشرت في الساعات الماضية تسجيلات صوتية تتحدث عن عمليات نصب كبيرة تعرض لها صيارفة جرّاء المراهنات، منهم من يعمل في ​السوق السوداء​ ومنهم من يعمل في سوق الصرافة الشرعي، وهروب المتورطين في هذه العمليات، فما الذي جرى مؤخراً في هذا السوق؟.

قبل الحديث عن صلب القضية، لا بد من تفصيل عمل ​الصيارفة​ في السوق السوداء، والذين يعملون ضمن مجموعات على الواتساب، كلّ بحسب منطقته، بعضها مجموعات لا تمثل قيمة كبيرة في عالم ​الدولار​، ومنها من بنى إسماً طوال الفترة الماضية، ويعمل فيها كبار تجار الدولار، ففي بيروت وضواحيها على سبيل المثال وبحسب مصادر مطّلعة، هناك غروب "مركزية الضاحية" بإدارة لبناني، وهناك غروب "المعتمدة" ويديرها شخصان، الأول ويدعى م. ح، وهو الشخص الذي تحدثت عن هروبه التسجيلات، وشريكه شخص سوري الجنسية، وتضم المجموعتان صيارفة كبار شرعيين وغير شرعيين، وتجري عبرها عمليات بمبالغ كبيرة جداً، تصل الى ملايين الدولارات بشكل يومي.

وتضيف المصادر عبر "النشرة": "تعمل المجموعتان بطريقة البيع الفوري للدولار، وبالمقابل هناك مجموعة قوية تسمى "سوق العاصمة"، وتُعتبر مجموعة "كشف"، أي تجري عبرها عمليات بيع وشراء مؤجلة، وقد تصل المدة أحياناً الى أشهر، أي أن يقوم أحد بشراء 100 ألف دولار على سعر 40 ألف ليرة، إنما بتاريخ مؤجل، بعد شهر على سبيل المثال، وهنا عندما يحين موعد استحقاق العملية يكون الشاري ملزماً بدفع قيمة المبلغ بحسب الاتفاق، ولو كان ​سعر الصرف​ قد ارتفع أو انخفض عن حدود الـ 40 ألفاً، وهذه العملية تشبه المراهنات، فالشاري قد راهن على انخفاض سعر الصرف أو ارتفاعه بتاريخ معين.

ما حصل مؤخراً هو ان الشاب م.ح أصابه الطمع بالربح السريع والكبير، فقام بتثبيت عمليات بمبالغ كبيرة بالدولار وصلت الى حوالي 600 ألف دولار بتاريخ مؤجل كان في النصف الأول من الشهر الجاري، على حدود الـ 39 ألف ليرة، معتمداً على شخص آخر قام بالعمليات هو "الدعدع"، لكي لا يستخدم م.ح اسمه بالسوق، فكانت النتيجة ان الدولار بلغ حدّ 42 ألف ليرة، فقاربت خسائره الملياري ليرة لبنانية، لذلك اختفى م.ح بتاريخ 11 كانون الأول، وترك صديقه يتعامل مع الخسائر بمفرده.

هذا ما جرى بالنسبة الى الصراف الذي هرب، لكن السوق تعرّض أيضاً مؤخراً لخضة أخرى، سببها "الزعل" بين م. ب وهو صراف شرعي، وصديقه ع.ح الذي أثارت عملياته الكثير من الشبهات حول الجهة التي يبيعها الدولار، فالأخير دخل السوق مؤخراً بشكل منفرد، وبدأ بشراء كميات كبيرة من الدولار بشكل يومي عبر صديقه الصراف الذي لم يكن يعرف هوية الشاري، فالرجل استخدم أشخاصاً آخرين للقيام بالعمليات، وهو ما يُعتبر بسوق الصيرفة عملاً غير أخلاقيّ، الأمر الذي أثار غضب الصراف، وجعله يلغي عمليات كبيرة للبيع والشراء، خلقت فوضى ضمن المجموعات، سرعان ما حُلّت بعد حلّ الخلاف واستكمال العمل بشكل طبيعي.

هذه الخضّات التي حصلت بسوق الصرافة غير الشرعي بالساعات الأخيرة، ساهمت برفع سعر الصرف قليلاً، فالصيارفة بالسوق السوداء يستطيعون رفع السعر، إنما فقط حاكم ​المصرف المركزي​ من هو قادر على خفض السوق ساعة يشاء.