كشف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ان "التيار الوطني الحرّ بات قريباً من إعلان اسم مرشّح “ثالث”، غير سليمان فرنجية وجوزف عون. وقد بدأ النقاش في هذا الشأن داخل "التيار الوطني الحرّ" ومع البطريرك بشارة الراعي.

وفي حديث لموقع "اساس" لفت باسيل الى انه "منذ أوّل لقاء مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عند السيد حسن نصر الله، كان موقفي معروفاً، وحين عرض حزب الله أن نلتقي وافقت. هو الذي كان يرفض. وحينذاك وافق، فالتقينا. بغضّ النظر عن إمكان خروج اللقاء بنتيجة، فستكون النتيجة الإيجابية على الأقلّ هي لقاؤنا".

وراى باسيل ان "ترشيح فرنجية لا يتناسب مع المشروع الإصلاحي الذي يحتاج إليه لبنان. قلت ذلك من قبل والآن أكرّره. فلنوسّع النقاش خارج الأسماء والتفاصيل، فنحن في أزمة بلد ووجود وكيان وأزمة اقتصادية كبيرة، وشخص الرئيس، على أهميّته، لا يحلّ الأزمة. نحن طرحنا في “ورقة الأولويّات الرئاسية” أنّ المشروع هو الذي يخلّص البلاد من أزمتها. هذا المشروع يبدأ برئيس الجمهورية، ورئيس حكومة، وحكومة، ومشروع كامل".

واكد ان "هناك حركة داخلية وأخرى خارجية. وصلنا إلى مرحلة نحتاج فيها إلى أن يساعدنا الخارج في الإنقاذ المالي ويفكّ الطوق الاقتصادي الذي سببه سياسي، ونريد السماح بالمساعدة والاستثمار، لكنّ الداخل وفق توازناته هو الذي سينتخب. الخارج سيوفّر “إحاطة خارجية”، لكن لا يملك القرار بدلاً منّا. يجب أن نتفاهم في الداخل، سواء بالثلثين أو بالنصف زائداً واحداً. ونحتاج إلى مشروع إصلاحي نتوافق عليه في مجلسَيْ النواب والوزراء. حين نتّفق على المشروع نمنح الرئيس فرصة نجاح. أمّا المقاربات على أساس “من هو الشخص” و”أوافق وأرفض”، فستجعلنا نكرّر الفشل".

وراى ان "قائد الجيش أيضاً لا يتناسب، بما نعرفه، مع متطلّبات المرحلة ولذا ارفض ترشيحه. وأسأل هنا: ما هو مشروعه؟ نحن نعرفه في الجيش، لكن لا نعرفه بالاقتصاد ولا بالمال ولا بال​سياسة​".

وردا على سؤال حول نجاحه في قيادة الجيش، اجاب باسيل "من قال هذا؟ في الجيش أمور كثيرة يتوقّف الواحد عندها. ثمّ لماذا نكرّس أن لا يصبح مشروع كلّ قائد جيش إدارة المؤسسة العسكرية، بل أن يصير رئيساً للجمهورية؟ تمّ تعديل الدستور لمنع هذا الطموح المستمرّ. لماذا نكرّر سوابق وتجارب فاشلة؟".

وتابع :"بعد انفجار المرفأ قلت إنّني ضدّ القضاء الدولي لأنّني أريد أن أحتكم إلى القضاء المحلّي، القضاء الوطني. لكن حين رفض القضاء المحلّي والقضاة أن يقوموا بواجباتهم، سيأتي من يحلّ محلّهم. والقضاة في لبنان الذين تلكّأوا عن القيام بواجباتهم في قضية المرفأ، والذين تخلّفوا عن القيام بها في ملفّ أموال اللبنانيين ورياض سلامة، لن ينجوا من المحاسبة والمعاقبة المحلّية والخارجية، وسترون كيف ستتدحرج الأمور إلى أن تتكركب الدنيا عليهم وعلى حُماتهم، لأنّ ملف رياض سلامة هو ملف سرقة أموال شعب بكامله. ورياض اسم أنا لا أحمّله وحده المسؤولية، لكنّ هو رأس المنظومة المالية، ولذلك سمّيته “حاكم لبنان”، لأنّه يحمي منظومة سياسية تحميه لكي تحمي نفسها، وتعرف أنّه عندما “يتكركب” سـ”تتكركب” معه. والموضوع صار على مستوى قضاء دول سِمعتها “في الدقّ”.

واضاف :"رويت في لقاء تلفزيوني أنّ سؤالاً توجّه إلى القضاء اللبناني في حزيران، وأجابوا عليه في تشرين الثاني. 5 أشهر لجواب يحتاج إلى يومين، كيف تريدون القضاء الدولي أن يقبل؟ كلّ الذين تلكّأوا سيكونون عرضة للحساب. وسجِّلوا أنّهم حتى اليوم لم يُقرّوا “الكابيتال كونترول”، وإلى يومنا هذا يتمّ تحويل أموال إلى الخارج، ليس بمئات ملايين الدولارات، بل بعشرات ملايين الدولارات، لكنّ التحويلات مستمرّة إلى اليوم، و”الكابيتال كونترول” ما نزال نحتاج إليه من أجل ضبط التحويلات".

وعن امكانية عقد جلسة للحكومة، اعتبر باسيل :"المسألة أكبر بكثير من الحكم من دون رئيس جمهورية. إنّها تتعلّق بالحكم من دون المسيحيين ومن دون الميثاق. وخطورة هذا الأمر أنّه مخطّط له عن سبق إصرار وتصميم، وأُريد لنا أن نصل إلى هنا مع أزمة فراغ من المخطّط لها أن تطول، أمّا بالنسبة إلى ميقاتي فمشكلتي ليست معه. هو نفسه لا يدّعي لنفسه هذا الدور ميقاتي عنده ما يكفي من التواضع وحسن الإدراك. أعرف أنّه ينفّذ ما طُلب منه، وأنّه ليس من صنعه ولا من طبيعته".

وعن الاحتجاجات في ايران، لفت باسيل الى ان "الحياة تتطوّر. وهذا أمر عشته مع والدي ومع ابني، ورأيت الفرق وتطوّر الحياة بين جيل أبي وجيلي وجيل ابني. رأيت التطوّر، تطوّر الحياة التي لا شيء يمكن أن يقف بوجهها، وكلّ دولة هي التي تقرّر كيف تتطوّر وكيف تطوِّر أنظمتها. لكنّ هذا أمر لا مناص منه أبداً".

وتابع :"كنّا نتحدّث دائماً عن سماح إيران بتنوّع الأديان فيها، ووجود الكنائس دليل على ذلك، وكنّا نضرب بها المثل بسبب سماحها في مجلس الشورى بأن يمثّل نوّابٌ الأرمن والأقليّات والسُّنّة وغيرهم. وكنّا نحكي عن الإيشارب الإيراني، فقد كانت للمرأة الحرّية في أن تلبس التشادور الكامل السواد، أو الإيشارب “المشلوح” فوق شعرها، أنا مع الحرّية المطلقة، لا يمكن إلا أن نكون هكذا. نحن بلد قائم على الحرّيات، ونحن في التيار لدينا الكثير من الحرّية، وبإرادتنا، وندفع ثمنها".

واضاف :"حتى أكمل في السياق ذاته. أنا لا أستطيع إلا أن أنظر بكثير من الإيجابية إلى ما نشاهده في الخليج: ما قامت به قطر في كأس العالم وأمور أخرى، وما تقوم به الإمارات في خياراتها. لم تكن مجبرة على أن تجعل نهار الأحد يوم عطلة. لا أنظر إلى الأمر من زاوية مسيحية. هي اختارت ذلك لأنّه يصبّ في مصلحتها الاقتصادية والماليّة، مثلاً، أخبرني أحد اللبنانيين أنّه في الإمارات لا تجد شجرة الميلاد في الفنادق فقط، بل في بيوت الإماراتيين بكثرة. تماماً كما أحبّ أن أعيش أجواء شهر رمضان مع المسلمين، وأشعر بالانتساب إلى هذا الشهر ليس بالممارسات الدينية بل بالأجواء".

وراى باسيل ان "ما يقوم به محمد بن سلمان في السعودية أنظر إليه بكثير من التقدير والإعجاب بسبب السرعة التي يمشي بها، وكسر الحواجز، والقدرة على التطوّر إلى هذه الدرجة، ليس فقط بالعمران، بل بالثقافة وحرّية الأديان وموضوع المرأة والحرّيات ككلّ، بالتأكيد هذا التطوّر يناسب المجتمع اللبناني ويناسب لبنان، وأنظر إليه باطمئنان أكثر لانعكاسه الإيجابي على اللبنانيين الموجودين هناك، سواء في عملهم أو في فتح مجالات أكثر لهم. أنا أعرف كيف يساهمون في الإنماء. وأتمنّى أن أرى كلّ المنطقة من حولنا تذهب في هذا الاتجاه وتسير على هذا الطريق. الأهمّ أن نترك الحرّية للناس. والدول هي التي تقرّر كيف تتطوّر بما يناسبها".