أُطلقت المرحلة الثالثة من "مشروع ترميم الكنائس التاريخية" في ​لبنان​، الذي تنفّذه جامعة الروح القدس- ​الكسليك​ بالتعاون مع جامعة بازماني بيتر الكاثوليكية وتموّله الحكومة الهنغارية عبر وكالة Hungary Helps وتدعمه السفارة الهنغارية في لبنان، وذلك خلال حفل أقيم بعنوان “Conserve to Preserve”.

شدد رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك ​الأب طلال هاشم​، على "أهمية هذا المشروع الذي يسعى ليس إلى ترميم الكنائس المتضررة والمحافظة عليها فحسب، بل أيضًا إلى دراسة المباني الدينية التاريخية والحفاظ على قيمتها ودعم الشعب المسيحي المحلي"، معبّرا عن "سروره بالتواجد في هذه ​الكنيسة​ المميزة برمزيتها التي تجسّد أحد الكنوز ​المسيحية​ في لبنان وواحدة من قصص نجاح هذا المشروع". وأمل "لو أنه كان ممكنًا زيارة جميع الكنائس المرمّمة في مختلف المناطق اللبنانية لنلمس بأيدينا الحجارة المتجددة، ولنشمّ رائحة التاريخ الممزوجة بنسيم الحاضر".

في هذا السياق، أشار وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال، وليد نصار، إلى أنّ "​السياحة الدينية​ قد عرفت تطورًا سريعًا في العالم، ولطالما كان لبنان مكانًا للجوء وللخلوات الروحية بسبب تنوّع أديانه وطوائفه، مما يفسّر غناه بالمواقع الدينية الفريدة، وفي العام 2019، صنّفت الفاتيكان لبنان وجهةً للحج الديني، الأمر الذي ساعد، كثيرًا، على تحقيق هدف وزارة السياحة، في جعل الحجاج الدينيين المعاصرين يكتشفون الملاذ نفسه في جمال بلد الأماكن المقدسة عبر حماية هذه الأخيرة والترويج لها كوجهات سياحية دينية".

ولفت إلى أنّ "مشاريع وكالة Hungary Helps تهدف، بشكل أساسي، إلى دعم الشعب المسيحي المحلي والشباب العاملين في شتى الميادين، إنّ هذه المساعدات والمشاريع تهدف إلى تشجيع رواد الأعمال المسيحيين على تقديم الدعم اللازم للمسيحيين اللبنانيين لمساعدتهم على تخطّي التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها بسبب تدهور الوضع الاقتصادي منذ العام 2019، وهنا، لا يسعني سوى أن أعرب عن تقديري لهذه الجهود الكبيرة والمبادرات النبيلة التي تمثّل منارة أمل لبلدنا لأجيال قادمة".

وأوضح أن "في هذه المناسبة، وانطلاقًا من عمل الوزارة المستمر لتعزيز موقع لبنان كمركز سياحي وديني وثقافي من خلال إضافة وجهات ومعالم جديدة على خريطته السياحية، يسرني أن أعلن أنّ وزارة السياحة قد قررت إدراج "كنيسة سيدة الخلاص في جعيتا" على خارطة السياحة الدينية والترويج لها على المواقع كافة باعتبارها موقعًا سياحيًا دينيًا، آملاً أن تتسّع رقعة هذه المشاريع الثقافية والسياحية والتراثية والأثرية لتشمل مواقع أخرى في كل لبنان".

تجدر الإشارة إلى أنّ مشروع ترميم الكنائس التاريخية يهدف إلى ترميم63 كنيسة في لبنان، وقد تم اطلاقه في العام 2018 وبمرحلتيه الأولى والثانية، شملت عمليات الترميم 33 كنيسة، فيما ستشمل المرحلة الثالثة، الجارية حاليًا، 30 كنيسة. وفي هذا الإطار، يكمن الهدف الأساسي للمشروع في المحافظة على المباني الدينية التاريخية ودراستها، لا سيما تلك التي تتمتع بقيمة هندسية وتاريخية وأثرية والتي تحتاج إلى تدخل طارئ للمحافظة على هذه القيم، في سبيل دعم الشعب المسيحي المحلي. من هنا، جرى اختيار الكنائس بالاستناد إلى هذه القيم بشكل يحترم قدر الإمكان التوزيع الجغرافي المتوازن لدعم المجتمعات المسيحية في جميع أنحاء البلاد.