قام رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ​ابراهيم مخايل ابراهيم​ بزيارته الرسمية الأولى منذ توليه مهامه الأسقفية، الى بلدة عنجر، رافقه فيها مدير عام وزارة الزراعة المهندس ​لويس لحود​، رئيس ​جمعية تجار زحلة​ زياد سعادة، وسيم رياشي، الأب شربل راشد والمسؤول الإعلامي في الأبرشية خليل عاصي.

وأشار الى اننا "لا نستطيع ان نتصور ​لبنان​ بدون عنجر، ولا نستطيع ان نتصور عنجر بدونكم، ولا نستطيع ان نتصور زحلة بدون عنجر. هذا البقاع يتنفس برئتين رئيسيتين: زحلة وعنجر، ومن الضروري جداً ان يكون هناك تفاعل بين هاتين المدينتين لكي يبقى السهل الذي يتوسط هاتين المدينتين هو فعلاً جسر اللقاء الدائم لكي يكون المسيحيون بشكل خاص متواصلين وأقوياء في زمن التشرذم والإنقسامات".

واعتبر انه "بالرغم من كل اليأس والإحباط الذي يحيط بنا لبنان سيبقى، والمسيحيون في لبنان سيبقون لأن لبنان لا يستطيع ان يكون وطن مستقل وذات سيادة الا بوجود المسيحيين، لذلك اليوم اخوتنا المسلمون يجب ان يعرفوا ان مسؤوليتهم الأولى في هذا الوطن هي الحفاظ على هذه الصيغة وعلى المسيحيين. لذلك علينا ان نحافظ على بعضنا البعض مسلمين ومسيحيين لنكمل شهادة العيش الواحد". ورأى أنه " ليس من السهل ان ينسى الإنسان التاريخ، وربما ما زلنا نسدد فواتير التاريخ. حكمنا العثمانيون اربعماية سنة وانتزعوا من شراييننا الفكر السياسي والفكر الوطني والفكر السيادي، وعلّمنا ان نكون مخبرين على بعضنا البعض وأن نكون تبعيات، لذلك لم ينجح لبنان كوطن مستقل بعد 400 سنة من الإحتلال، لم يستطع اللبنانيون ان ينسوا الماضي، عاشوا فيه اكثر من الحاضر".

وأكد أن "واجباتنا جميعاً ان نطوي هذه الصفحة، وان ننسى الماضي الأسود ونفتح للحاضر والمستقبل الصفحات البيضاء التي هي بيدينا لأن الكتاب كله بيدينا، الرب دعانا اليوم لنبني وطناً جديداً وان نجدد اللقاء به بين كل ابنائه وان نعيش بسلام وأمان. الخوف الذي زرع في ابائنا واجدادنا هو خوف مبرر، والذي يقول بأنه ليس لدينا الحق ان نخاف فليتذكر التاريخ فيعرف اننا في قلق دائم لأن تاريخنا مقلق ولأن خلفنا مذابح وتهجير وحروب واضطهاد لا يجب ان يسطروا علينا لكن لا يجوز ابداً ان ننساهم".

وأوضح أننا "اليوم كمسييحين في لبنان نؤمن بأن لبنان هو لنا، نحن لسنا طارئون على هذا البلد، نحن في صيغته الأساسية المكوّنة. لا احد له منّة علينا بأن نوجد او نزول، هذه مسألة بيدنا وبيد الرب، منفتحين على كل الإرادات الطيبة والحوار والعيش الواحد لكن في القوت نفسه لا يمكن ان نسمح لأحد لن يتخطى الخطوط الحمراء في التعاطي مع المسيحيين لأن كرامتنا هي فوق كل شيء، كرامتنا مرتبطة بكرامة الإنسان ككل الذي زرعها الله في كل انسان من دون اي مقابل، كرامة مجانية اعطيت لنا ونحن نرى ان كرامة لبنان مرتبطة ايضاً بكرامة الإنسان الذي اوجده الله في هذا الوطن. لا يوجد اي شيء بالصدفة، الرب اختارنا جميعاً ان نكون هنا، في عنجر، في زحلة، في الفرزل، في مشغرة وبعلبك، في كل هذه المناطق التاريخية الرائعة ولكن لا نريد ان نعيش في التاريخ بقدر ما نريد بناء التاريخ القادم للأجيال القادمة".

المحطة الثانية في الزيارة كانت في متحف حوش موسى- عنجر الذي يحوي تاريخ الشعب الأرمني واستمع سيادته من المسؤولين الى شرح مفصل عن محتويات المتحف والصور التاريخية التي تؤرخ حقبة هامة وهي مقاومة الأرمن في جبل موسى ونجاتهم من الإبادة. وقدّمت ادارة المتحف الى المطران ابراهيم كتابين " من جبل موسى ... الى حوش موسى عنجر" و " 100 عام على الإبادة الأرمنية .. 100 شهادة عربية."

المحطة الثالثة كانت في كنيسة مار بولس للأرمن الأرثوذكس حيث مان الأرشمندريت كوجانيان في الإستقبال وشرح عن تاريخ الكنيسة ودورها في المنطقة، ورفعت الصلاة على نية لبنان وشعبه. كما زار المطران ابراهيم نصب شهداء الأرمن حيث وضع اكليلاً من الزهر وصلّى لراحة نفوس الشهداء.

وتفقد المطران ابراهيم والوفد المرافق مدرسة هاراتش كالوسد كلبنكيان حيث اطّلع على اوضاع المدرسة وشارك التلاميذ بعض الألعاب الرياضة وزار الحضانة التابعة للمدرسة، ووزع على الأطفال الميداليات الذين فازوا بها في النهار الرياضي الذي نظمته ادارة الحضانة، كما التقط سيادته صورة تذكارية مع الأطفال والإدارة.

وتابع المطران ابراهيم جولته في بلدة عنجر فزار كنيسة سيدة الوردية التابعة لكنيسة ألأرمن الكاثوليك، حيث كان الأب مسروب طوباليان في الإستقبال واعطى لمحة عن تاريخ الكنيسة ونشاطها في البلدة، ورفع المطران ابراهيم الصلاة من اجل كل محتاج وكل من يمر في حالة ضيق.

وانتقل سيادته الى زيارة الكنيسة الأرمنية الإنجيلية في عنجر التي تعرضت لحريق منذ حوالي الشهر بسبب احتكاك كهربائي، وكان في استقباله القس هاكوب اكباشاريان وشرح له عن الكنيسة والمشاريع الزراعية التي تقوم بها وتم الإتفاق مع مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود على تفعيل التعاون مع الوزارة،كما زار سيادته المدرسة التابعة للكنيسة واطّلع على اوضاعها.