أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى ​الشيخ علي الخطيب​ إلى أن "منطقتنا العربية والاسلامية عانت من خبث ​اليهود​ أشد الوان القهر والفتن والتآمر، فاحتلوا ​فلسطين​ وارتكبوا المجازر بحق أهلها وبحق العرب والمسلمين ودول ما يسمى بالنامية، وانتهبوا خيراتها بعد ان اشغلوها بالفتن والحروب وحولوها إلى أسواق لبضائعهم حيث يمتلكون الشركات المنتجة وشركات الأسلحة العالمية الكبرى، وحولوا سكان هذه البلاد إلى صنائع يعملون بالسخرة لديهم وما يقال ويكتب عنهم افظع من ذلك بكثير".

وخلال خطبة الجمعة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي، لفت إلى أنه "يكفينا نحن العرب والمسلمين ما تعرضت له بلداننا، على مدى السبعين عاما الماضية، من التجزئة والتقسيم والاحتلال والمجازر والتهجير في فلسطين و​لبنان وسوريا​ ومصر، دون ادانة او حتى استنكار او تطبيق لقرار يصدر عن مجلس الأمن اذا صدر، فهم جرثومة الفساد في هذا العالم بكل معنى للكلمة".

وأوضح أن "أخطر مشاريعهم في منطقتنا في الآونة الأخيرة كان من بداية هذا القرن احتلال ​العراق​ وافغانستان، تصديا لأخطار تنامي حركات المقاومة التي الهبتها ثورة الامام الخميني على نظام الشاه، وادت إلى اسقاطه وخسارة الكيان الاسرائيلي الدور الاستراتيجي الذي كانت تلعبه ​ايران​ إلى جانبه، مما دعا قادة الكيان الصهيوني إلى اطلاق جملة تصريحات متنبئاً بأن عصف هذه الثورة سيتجاوز الحدود إلى فلسطين المحتلة، مهدداً بمنازلته في منتصف الطريق"، مشيراً إلى أنه "بعد فشله في إيقاف ترددات هذه الثورة نفذ العدو تهديداته وشن حربه اللئيمة على لبنان محتلا عاصمته بيروت، بالتعاون مع مليشيات محلية ارتضت لنفسها القيام بهذا الدور تحمّل نتائجها الكارثية لبنان الدولة والشعب، وكان ان تصدت له المقاومة بكل شجاعة وحررت معظم الارض المحتلة".

وأضاف: "كما استطاعت المقاومة التي نشأت في العراق ان تفشل أهداف الاحتلال للعراق واضطرته للانسحاب، لينشيء جيشا من المرتزقة التكفيريين باسم الإسلام يكون بديلا عنه في إكمال المخطط بتحطيم الدول التي لم تخضع لإرادته وتصنع مشروع ​الشرق الأوسط الجديد​ بتقسيمها إلى دويلات طائفية تحمي به الكيان الصهيوني، بإشعال حرب طائفية خبيثة باءت بالفشل لتطل علينا اليوم في لبنان مشاريع تقسيمية تفتقت عنها بعض احلام الحالمين الذين لم يستوعبوا نتائج المغامرات السابقة التي دفعها اللبنانيون من أبنائهم وعمرانهم ومستقبل بلدهم، سواء منها بافتعال الحروب أو استجلاب الجيوش الغازية أو الحصار والتجويع واسقاط البلد اقتصاديا وطالت آثارها المدمرة اللبنانيين جميعا، ولكنها لم تسقط ارادتهم في التصدي البطولي الذي بانت علائم فشله واضحة لكل ذي لب فهل بقي لمشاريع الفيدرالية والكونفيدرالية والكانتونات الطائفية من أدنى فرصة للتحقق".

ودعا هؤلاء إلى أن "لا يزيدوا من الاعباء التي يعاني منها اللبنانيون بنكات ليست في وقتها، وهم في شغل عن الهزال ويحتاجون إلى طرح الافكار الجدية بالعمل على حلول واقعية ببناء دولة المواطنة واصلاح النظام السياسي، بعد التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، فالوقت ضيق والحاجة ماسة لعودة ​المؤسسات الدستورية​ لخدمة الوطن والمواطن".