يتحتم على الرئيس الأميركي جو بايدن، التوفيق بين مهمتين معقدتين خلال قمة الحلف الأطلسي الثلاثاء والأربعاء في 11 و12 تموز 2023: الأولى تقضي بتعزيز دعم الدول الحليفة لكييف، فيما تتطلب الثانية الحفاظ على موقف حازم في شأن طموح كييف للانضمام سريعا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويعتبر بايدن الذي وصل إلى ليتوانيا في ساعة متأخرة الاثنين، مسألة تحقيق التوازن تلك أكبر إنجازاته في السياسة الخارجية، أي تمكنه من جمع دول الغرب ضد روسيا، وفي الوقت نفسه تفادي حرب أوسع نطاقا مع قوة عظمى نووية.

وعلى رغم مخاوف من أن أوروبا أصبحت تعتمد في شكل كبير على موسكو، وأن الكونغرس الأميركي غير فعال بدرجة كبيرة، سارع بايدن إلى فرض عقوبات واسعة ضد روسيا، ورصد مساعدات عسكرية كبيرة لكييف، عقب بدء الحرب في أوكرانيا في شباط 2022.

والآن مع انطلاق الهجوم المضاد الصيفي لأوكرانيا، سينضم بايدن إلى سائر قادة دول الـ "ناتو" في أجواء حازمة.

قنابل عنقودية

الجمعة 7 تموز 2023، أعلنت الولايات المتحدة قرارها "تزويد أوكرانيا قنابل عنقودية"، للمرة الأولى منذ بدء الحرب. وقال بايدن إن اتخاذه القرار كان "صعبا للغاية" إلا أن "ذخيرة الأوكرانيين تنفد".

ولكن عندما يتعلق الأمر بأحلام أوكرانيا الانضمام إلى الحلف الأطلسي، لا يبدو أن بايدن سيغير موقفه قريبا!.

أوكرانيا غير عضو

وفيما لم تنضم أوكرانيا بعد إلى الأطلسي، سيحفز بايدن الحلف في شأنها، كما وسيسعى إلى إبداء نوع من ضبط النفس.

ويظهر هذا الحذر في كل مرة تتصاعد الضغوط من كييف، عادة بدعم من بولندا ودول البلطيق الثلاث، لتزويدها بأسلحة أقوى وأكثر تطورا، سواء دبابات أو مقاتلات إف-16. وتتعلق آخر نقطة شائكة بامتناع واشنطن عن إرسال صواريخ (ATACMS) التكتيكية البعيدة المدى والتي تريد أوكرانيا استخدامها ضد قواعد روسية خلفية.

ويعتبر بايدن إن بعض الأسلحة تغير قواعد اللعبة، إلى حد أنها قد تؤدي الى رد روسي يمكن أن يجر القوات العسكرية الغربية للنزاع. وذلك كما قال مرارا "يسمى الحرب العالمية الثالثة".

الانضمام إلى الأطلسي

أعلن الرئيس الأوكراني هذه الأسبوع فولوديمير زيلنسكي، أنه يريد دعوة إلى لانضمام "الآن". وقال لشبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية إن بايدن هو "صانع القرار" في الـ"ناتو".

دعم استثنائي؟

في شأن متصل، يرى الباحث في معهد "أتلانتيك كاونسل" للأبحاث، جون هيربست، أن عدم تقديم نوع من التشجيع الملموس لأوكرانيا في شأن عضوية مستقبلية سيكون "هزيمة للناتو في فيلنيوس".

ويقول فيليب ريكر من "مركز ويلسون": "ثمة التزامات وضمانات أمنية معقولة، قد تسهم أكثر نحو مصالح أوكرانيا القصيرة الأمد وأهدافها البعيدة الأمد، بما يشمل عضوية كاملة".

رفض فـ... لين!

يتبع بايدن في لحظات مماثلة النهج نفسه تقريبا: يرفض في البدء ومن ثم يلين موقفه. فإما يأذن بتسليم معدات مثل دبابات ومنظومات "باتريوت" المضادة للصواريخ، وإما يعطي حلفاء الضوء الأخضر على الأقل لإرسال معدات عسكرية من ترسانتهم.