لماذا تتعرجون على الجانبين؟ حرام عليّ ان ابيع ميراث أبائي! كلمات كالنار تتردد في حياة مار الياس النبي. هذا الشخص المميز في الكتاب المقدس صاحب الحياة المليئة بالتحدي والآيات والنبؤات.

النبي يسير وحيداً منهكاً هائماً تعباً واثقاً بقدرة الله وعظمة كلمته، خارجاً صارماً بالعدل والإستقامة منتصبًا بقوة بوجه الظلم والكذب والسرقة والنفاق.

انتشرت كنائسه في جميع المناطق اللبنانية وحمل اسمه الكثير من الأشخاص، وطلب شفاعته العديد من الناس، فعيد مبارك على كل من حمل اسم الياس او إيليا او إيلي، أعاده الله عليهم بالصحة والعافية والبركة والتوفيق والسلام وراحة البال.

الأحداث كثيرة في حياة مار الياس سأتوقف عند البعض منها:

1-تحدي كهنة البعل.

2-الهروب وإيقاظ الملاك له

3-الدفاع عن نابوت اليزرعيلي

4-إحياء ابن المرأة الوحيد

(الكتاب المقدس سفر الملوك فصل 16 17)

الجفاف يضرب البلاد والقحط يجتاح الأرض والمطر انقطع منذ مدة، وكل شيء يغمره اليباس، والصراع قائم بين ايليا وكهنة وانبياء البعل والملكة إيزابيل وكان التحدي، فطلب ايليا من كهنة بعل ان يقيموا محرقة لإلههم ويطلبوا منه ان يُنزل من السماء ناراً تحرق الحطب كتقدمة لبعل، فاخذوا يصلون ويطلبون انزال النار لحرق الحطب، ولكن لم يحدث أيّ شيء من ذلك فأخذ ايليا يسخر منهم ويطلب منهم ان يصرخوا ويرفعوا اصواتهم لإيقاظ البعل ربما هو نائم! ولم يحدث شيء من ذلك.

نظر إيليا الى الحطب وصب ماءً حوله وعليه وركع ورفع الصوت قائلاً: استجبني يا رب استجبني يا رب استجبني يا رب، فنزلت نار من السماء واحرقت كل شيء، وأثبت إيليا أن الله هو الإله الحقيقي وليس البعل الّذي ليس هو الا اله كاذب.

خاف إيليا أن تقتله الملكة إيزابيل كما قتلت العديد من أنبياء الله وكرهته لأنها كانت تعبد البعل الوثني وهو يعبد الإله رب الجنود فهرب جائعاً عطشاناً باتّجاه جبل الكرمل حتى تعب ونعس ونام. فأتى إليه ملاك الرب وضربه على جبينه وأيقظه وسأله إلى أين تهرب قم وارجع إلى أورشليم فقام وعاد. هكذا يرسلنا الرب لنجابه الأخطار وهو يحمينا بقدرته وعنايته ومحبته ونعمته.

وفي موقف جريء يُشهد له، كان لنابوت اليزرعيلي كرمٌ بجوار قصر الملك آحاب فطلب أن يبيعه هذا الكرم او أن يعطيه حقّه بعيداً عن القصر فرفض نابوت قائلاً جملته الشهيرة "حرام علي ان ابيع ارض آبائي وأجدادي". فحزن الملك ورأته زوجته ايزابيل حزيناً وعرفت سبب حزنه. فقالت لا تهتم انا ادبر الأمر، واتت بشخصين شهدا على نابوت زوراً انه جدّف على الله، فرُجم ومات تحت الحجارة. فقالت ايزابيل لآحاب الملك اذهب وخُذ الكرم لقد مات نابوت. وعلم ايليا بالحادثة فغضب وثار للحق والعدل رافضاً الظلم، والتقى بالملك آحاب وايزابيل فقال لهما حيث ما لحست الكلاب دم نابوت تلحس الكلاب دمكما، وهكذا كان.

عندها سقط الملك و إيزابيل عن العربة وماتا وسال دمهما على التراب حيث لحست الكلاب دمهما.

وتخبرنا الكتب أنه كان لإمرأة ابنها الوحيد خلال أيام جوع وفقر، والتجأ النبي هربا إلى بيت هذه المرأة التي لم يبقَ لها إلا القليل من الطحين والزيت، فطلب منها إيليا الجائع أن تطعمه مما يأكل ابنها فأطعمته ومات الصبي الوحيد جوعاً وأخذت تنوح على ابنها بالصراخ والعويل فانكبّ على الصبي ونفخ في صدره فعاد الطفل إلى الحياة، وفرح قلب الأم وبرهن إيليا عن عظمة ثقته ومحبته لله.

وارتفع مار الياس النبي على عربة من نار ضمن عاصفة من الريح وتلميذ النبي يصرخ إليه: كيف تتركني يا سيدي فرمى اليه بوشاحه واختفى خلف الغمام. إرمِ إلينا وشاحك يا إيليا وكان معنا وخلص لبنان من هذه الأيام الصعبة والمأساوية.

وصلاة خاصة مني لوالدي الغالي الذي كان يحمل اسم الياس وكنت أزور معه ومع أهلي كنيسة مار الياس الجميلة في قريتي الغالية الشبانية.

عيد مبارك على كل من يحمل اسم الياس أو إيليا بالصحة والتوفيق.