لفت رئيس حزب "الكتائب اللّبنانيّة" النّائب ​سامي الجميل​، إلى "أنّنا كنّا قد حذّرنا من خطورة عشوائيّة ​النزوح السوري​ الّتي راكمت على ​لبنان​ ثقلًا كبيرًا، فلبنان كان في المرتبة 19 من ناحية الاكتظاظ السكان، إلى أن وصل اليوم إلى المرتبة الثّالثة عالميًّا".

وركّز، خلال مؤتمر صحافي لعرض حلول حزب "الكتائب اللبنانية" لمعالجة أزمة السّوريّين في لبنان، على أنّ "الدّول نفسها الّتي ترفض استقبال لاجئين، تعطينا دروسًا في حقوق الإنسان، في الوقت الّذي نستقبل فيه أكثر من مليونَي سوري بمعزل عن رأينا بسياسة الدّولة اللّبنانيّة، الّتي لدينا تحفّظات عليها وعلى طريقة إدارة هذا الملف".

وأكّد الجميّل أنّ "النّزوح اليوم أصبح بسبب الوضع الاقتصادي في ​سوريا​، ومعظم السّوريّين باتوا لاجئين اقتصاديّين ولم يعودوا لاجئين سياسيّين، ويفضّلون البقاء عندنا لأنّ الوضع الاقتصادي في لبنان أفضل منه في سوريا، ولا يمكن بالتّالي تطبيق صفة اللّجوء السّياسي عليهم".

وأوضح أنّ "الحلول الّتي يقترحها حزب "الكتائب"، ليست بحاجة إلى تعديل للقوانين أو قرارات استثنائيّة، وهي:

1- إنشاء آليّة لتحديد الصّفة القانونيّة للسّوريّين الموجودين في لبنان: يدعو حزب "الكتائب" إلى إنشاء آليّة عادلة وفعّالة لتحديد الصّفة القانونيّة للسّوريّين الموجودين في لبنان، خصوصًا أنّ الجزء الأكبر منهم أصبحوا مهاجرين اقتصاديّين. ويكفل ذلك توفير بيانات دقيقة عن العدد الفعلي للسّوريّين في لبنان، وأماكن إقامتهم الأصلية والأسباب الحقيقية لوجود كلٍّ منهم في لبنان. ومن شأن ذلك تمكين ​الحكومة اللبنانية​ والمنظّمات ذات الصّلة، من تقييم الأوضاع الفرديّة للسّوريّين، وتحديد أولئك الّذين لا يزال هناك خطرٌ على حياتهم وما زالوا في حاجة للحماية، فضلًا عن المهاجرين لأسباب اقتصاديّة. ومن شأن هذه العمليّة أن تيسّر اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أفضل حلّ لكلّ حالة وتعزّز الشّفافيّة والامتثال للقوانين اللّبنانيّة والدّوليّة.

2- تسهيل العودة إلى المناطق الآمنة في سوريا: بما أنّ شروط عودة السّوريّين إلى المناطق الآمنة في سوريا باتت متوافّرة، يحثّ "الكتائب" الحكومة اللّبنانيّة على التّعاون مع كل أصحاب المصلحة المعنيّين، لتحديد المناطق الآمنة داخل سوريا، وتسريع عمليّة العودة التّدريجيّة للسّوريّين إلى المناطق الّتي يمكن اعتبار عودتهم إليها آمنة.

3- نزع صفة اللّجوء عن السّوريّين الّذين يتوجّهون دوريًّا إلى سوريا ثمّ يعودون إلى لبنان، وترحيل الّذين دخلوا خلسةً أو بشكل غير قانوني: يدعو حزب "الكتائب" السّلطات الأمنيّة اللّبنانيّة إلى نزع صفة اللّجوء عن السّوريّين الّذين يتوجّهون بشكل متكرّر ذهابًا وإيابًا إلى سوريا، وتقييد عودتهم وفقًا لما تقتضيه القوانين اللّبنانيّة. ويطالب الحزب الحكومة اللّبنانيّة بإعادة النّظر بالاتّفاقيّات اللّبنانيّة- السّوريّة الّتي تعفي السّوريّين من واجب الحصول على تأشيرة دخول إلى الأراضي اللّبنانيّة. بالإضافة إلى ذلك، يجب ترحيل أي سوري دخل لبنان أو عاد إليه خلسةً أو بشكل غير قانوني، وعلى السّلطات اللّبنانيّة أن تعفيه من الرّسوم والغرامات المترتّبة لتسهيل مغادرته بشكل نهائي. وتهدف هذه التّدابير إلى التّصدّي للتّحدّيات الأمنيّة وللتّعسّف في استغلال ظروف الحماية المقدّمة لهم في لبنان.

4- إغلاق المعابر الحدوديّة غير الشّرعيّة مع سوريا: يطالب "الكتائب" ​الجيش اللبناني​ بالانتشار على طول الحدود مع سوريا، واتّخاذ إجراءات فوريّة لإغلاق كلّ المعابر الحدوديّة غير الشّرعيّة، وتعزيز نقاط التّفتيش على المسالك غير الشّرعيّة الّتي يستخدمها السّوريّون في موجة ​الهجرة غير الشرعية​ المستجدّة بالتّعاون مع البلديّات المعنيّة، والتّصدّي لكلّ أنشطة شبكات تهريب المهاجرين السّوريين في المناطق الحدوديّة، وإحالتهم إلى القضاء المختص.

5- تقديم الحوافز الماليّة والمساعدات الإنسانيّة للعائدين: ندعو ​المجتمع الدولي​ إلى تقديم حوافز ماليّة تعادل سنة واحدة من المدفوعات، الّتي يتمّ تسليمها كدفعة لمرّة واحدة، لتشجيع السّوريّين على العودة إلى ديارهم. ومن شأن هذه الحوافز الماليّة والمساعدات الإنسانيّة، أن تسهم في توفير الخدمات الأساسيّة وإيجاد فرص لكسب الرّزق، ما يشجّع على العودة المستدامة للسّوريّين.

6- إعادة التّوطين في بلدان ثالثة: يحثّ حزب "الكتائب" الحكومة اللّبنانيّة على الشّروع في جهود دبلوماسيّة مع الشّركاء الإقليميّين والدّوليّين، لتأمين فرص إضافيّة لإعادة توطين السّوريّين في بلدان ثالثة مستعدّة لاستقبالهم، بشكل موقّت أو دائم. وينبغي أن يعطي هذا الحلّ الأولويّة للأفراد الّذين لا يستطيعون العودة بأمان إلى سوريا، بسبب الخطر الّذي يهدّد حياتهم.

7- ترحيل المدانين: يدعو حزب "الكتائب" وزارة العدل اللّبنانيّة إلى الالتزام بالقوانين اللّبنانيّة والدّوليّة، وترحيل جميع السّوريّين الّذين أُدينوا بارتكاب جرائم خطيرة في لبنان.

8- تسجيل المواليد السّوريّين في لبنان: لمعالجة القضيّة الملحّة المتمثّلة في الولادات غير الموثّقة للسّوريّين المتواجدين في لبنان، يدعو حزب "الكتائب" الحكومة اللّبنانيّة إلى فرض التّسجيل الفوري لجميع المواليد الجدد. إنّ وجود سجلّات دقيقة للمواليد، يضمن حقوقهم ويسهّل إعادتهم في نهاية المطاف إلى وطنهم، أو يساعد في عمليّة طلب اللّجوء إلى بلدان ثالثة.

9- إنشاء مخيّمات على الحدود اللبنانية السورية: يقترح الحزب إنشاء مخيّمات منظّمة على الحدود اللّبنانيّة السّوريّة لإيواء السّوريّين، في انتظار عودتهم إلى سوريا أو إعادة توطينهم في بلدان أخرى. تتولّى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إدارة هذه المخيّمات تحت إشراف السّلطات اللّبنانيّة، من أجل ضمان توفير المساعدة الإنسانيّة والخدمات الأساسيّة، بما في ذلك الغذاء والمأوى والتّعليم والرّعاية الصّحيّة.

10- التّنفيذ الصّارم للقوانين اللّبنانيّة: يحثّ حزب "الكتائب اللّبنانيّة" الحكومة على إعطاء الأولويّة للتّنفيذ الصّارم للقوانين اللّبنانيّة، بما في ذلك قوانين العمل والبلديّات والعقوبات. إنّ تطبيق القوانين ضروري لمعالجة القضايا المتعلّقة بسوق العمل غير الرّسمي، ومنافسة اليد العاملة غير القانونيّة، والمخاوف الأمنيّة".