أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية، إلى أن "الرئيس السوري بشار الأسد يحلّ في مرتبة متأخرة على قائمة الحُكام الديكتاتوريين، وليس ذلك لمقتل ما لا يقل عن نصف مليون سوري -قبل أن تتوقف المنظمات عن العدّ- في الأعوام العشرة المنقضية من عهده، وإنما لأنه خرج من تلك العشرية بدولة فاشلة مقطّعة الأوصال".
وفي حين سألت الصحيفة: "أيّ ديكتاتور ذلك الذي يقبل بسيطرة دول أخرى على أجزاء من بلاده؟"، لفتت إلى أن "الأسد الآن أخذ يلمع نجمه مجددا في سماء نادي الحكام الديكتاتوريين"، مشيرة إلى ما حظي به الرئيس السوري مؤخرا من ترحيب من نظيره الصيني شي جين بينغ في الصين، حيث اتقف الجانبان على إقامة شراكة استراتيجية".
ولفتت إلى أن "الخراب الذي شهدته سوريا سواء جرّاء الحرب أو الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء منها في شباط الماضي، ترك البلاد في حاجة ماسة إلى أعمال إعادة إعمار ضخمة ومربحة"، موضحة أن "الصين اعتراها القلق بعد إعلان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الأميركي جو بايدن، في قمة مجموعة العشرين الأخيرة، عن طريق تجاري يربط الهند بأوروبا مرورا بالشرق الأوسط".
ونوّهت بأن "هذا الطريق التجاري الجديد يعدّ منافسا لمبادرة الحزام والطريق الصينية، والتي انضمت إليها سوريا بشكل رسمي في العام الماضي"، وسألت عن "إمكانية أن تقوم سوريا بدور في التصدّي لهذا المشروع الغربي الجديد، قائلة: "أليست دمشق من بين أكثر حلفاء الشرق الأوسط ثقة لدى بكين؟".
ورأت أن "الصين أصبحت معتادة على توجُّه الحكام الديكتاتوريين إليها، بيتهما الزعيمان الفنزويلي والإيراني اللذان زارا بكين هذا العام، على أمل الحصول على مقابل بعد تقديم أنفسهم كضحايا للحرب المالية الأميركية"، معتبرة أنه "ليس في إمكان الأسد أن يحقق مثل تلك النهضة -التي وعد بها الرئيسين الصيني والروسي- إلا عبر إقناع ملايين السوريين في الشتات بالعودة إلى وطنهم ليكونوا قوة عاملة شابة ومتحمّسة".
وأشارت إلى أن "الرئيس الصيني يحاذر من التقارب الشديد مع نظام الأسد، ويخشى الندم إذا هو مدّ يد العون لهذا النظام؛ فالتضامن مع الديكتاتوريين مكلّف – وليست تجربة التضامن مع بوتين ببعيدة، لكن العائق الأقوى في وجه هذا التقارب الشديد بين حكومة شي جين بينغ ونظام الأسد، هو أن الأخير أصبح يعتمد تجارة المخدرات -لا سيما مخدر الكبتاغون- كمصدر للدخل".
ولفتت إلى أن "العقيدة السياسية لدى الحكومة الصينية، ولأسباب تاريخية تتعلق بحروب الأفيون التي وقعت في حقبة الأربعينيات من القرن التاسع عشر وإدمان الشباب الصيني، تترك رئيس البلاد يفكر مرّتين قبل إقامة علاقات تجارية مع الدول التي تعتمد تجارة المخدرات كمصدر للدخل".