أعلنت ​قيادة الجيش اللبناني​ في بيان أنّه "خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكنت وحداتها في إطار متابعتها لمهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلل نحو 1500 سوري عبر الحدود اللبنانية-السورية"، محذرة المواطنين من "مغبة المشاركة في أعمال التهريب كونها تعرضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة".

خبر قد يبدو عادياً مؤخراً في ظل موجات النزوح الجديدة التي تحصل في لبنان، لكنه لا يبقى كذلك عندما يكون النزوح مستمراً رغم أن لبنان يعيش اوضاعاً امنية خطيرة قد تؤدي الى حرب واسعة مع ​اسرائيل​، فإلى أين يأتي السوريون اليوم، وهل يبرّرون نزوحهم بالخوف من الحرب، ليقصدوا "الحرب"؟.

بحسب مصادر أمنية فإن وتيرة النزوح الى لبنان لم تتغيّر رغم المستجدات التي تجري جنوباً، وكأنّ النازح غير معنيّ بما يجري، وهمّه الوصول الى لبنان بغض النظر عن وضع البلد، وكما لم يردعه ​الوضع الاقتصادي​ سابقاً بسبب "الدعم الدولي" له في لبنان، لم يردعه العامل الأمني، لكن مشكلة النازحين بظل اللااستقرار الأمني ليست باستمرار دخولهم، بل بمصير المتواجدين في البلد أصلاً، وتحديداً في المناطق المعرضة لاحتمال الدخول في حرب واسعة.

من الضروري جداً، طالما أن عملية النزوح مستمرة، عدم تجاهل هذا الخطر رغم أهمية التطورات في غزّة وما يمكن أن تتركه من تداعيات على الأوضاع في الجبهة الجنوبية، فهناك مشكلة حقيقيّة تتعلق بالمتواجدين بالمناطق الحدودية، وعددهم بالآلاف، حيث أن إنتقالهم إلى مناطق أخرى، في حال تطور الأوضاع الأمنية، قد يؤدّي إلى توترات داخليّة، لأنّ العديد من القرى سترفض استقبالهم، كما حصل في بلدة رميش، التي رفضت استقبال من نزح إليها من السوريين المتواجدين في عيتا الشعب، حيث تُشير المعلومات الأوليّة الى أنّ دخولهم الى رميش كان بسبب النزوح من عيتا الشعب، والخوف من تمدّد رقعة إطلاق القذائف، وما حصل في رميش مؤشّر على أهمّية هذا الملفّ على صعيد لبنان، لأنّ السوريين لن يبقوا في مكانهم مع كل ما تحمله العبارة من "احتمالات".

لا يوجد أيّ خطة للنزوح على المستوى الوطني، بل مبادرات حزبيّة للثنائي الشيعي الذي أعدّ خطة للتعامل مع الأمر بحال حصوله، لكن ماذا عن السوريين، وبحال كان بعض اللبنانيين يلجأون الى منازل تخصّهم أو تخصّ أقاربهم في مناطق بعيدة عن الحرب، فإلى أين سيتجه ​النازحون السوريون​، ومن سيعمل على تأمين سبل عيشهم بحال نزوحهم، وأين سيكون محط رحالهم؟.

هذه الأسئلة بحسب المصادر الأمنيّة شديدة الأهميّة ولا يوجد إجابات عليها من أيّ جهة، وبعد ما حصل مؤخراً في شوارع بيروت من مواجهات بين نازحين ولبنانيين فالأمور معرّضة للانفجار بحال تدحرج ​الوضع الأمني​ الى مستوى الحرب، وهذا ما سيخلق جبهة على الحدود وجبهات في الداخل.