أشار نقيب أطبّاء ​لبنان​ في بيروت البروفسور ​يوسف بخاش​، خلال إطلاقه ورشة عمل تدريبيّة مخصَّصة للأطبّاء الرّاغبين في تطوير قدراتهم في مجال طبّ الطّوارئ، تحت عنوان "كيفيّة معالجة إصابات الحرب"، منظّمة من قبل الجمعية اللبنانية لطبّ الطّوارئ، إلى أنّ "هذا العمل يدخل في صلب رسالة النّقابة، وهي نشر العلم في المجتمع الطبّي ورفع المستوى العلمي وتحديثه، عبر اللّجان الطّبيّة في مختلف المستشفيات وعبر الجمعيّات العلميّة في الاختصاصات كافّة، وذلك في الأيّام العاديّة وأيّام السّلم، فكيف إذًا في أيّام يلوح فيها خطر اندلاع الحرب بين اللّحظة والأخرى، وتدمير لبنان وتهجير اللّبنانيّين واستعمال أسلحة وقذائف محرّمة دوليًّا؛ لا تترك للعلم وللطبّ مجالًا لمعالجة أثارها على غرار ما يحصل في ​غزة​".

ولفت إلى أنّ "منذ اللّحظة الأولى، تحرّكت النّقابة ودانت استهداف الطّواقم الطّبيّة والإسعافيّة، قبل أن تُقصف المستشفيات ودور العبادة"، مبيّنًا "أنّنا شاركنا بكلّ الاجتماعات التّنسيقيّة لرسم خطّة الطّوارئ الّتي بادرت بتحضيرها ​وزارة الصحة العامة​، الّتي جمعت معظم الجهات والهيئات المعنيّة من مؤسّسات دوليّة إلى جمعيّات ونقابات ومؤسّسات محليّة معنيّة بمعالجة هذه الأزمة المحتمَلة".

وأوضح بخّاش أنّ "هذه الخطّة هي خطّة طوارئ دائمة، لن ينتهي عملها مع انتهاء الأعمال الحربيّة، بل ستكون نافذةً عند كلّ أزمة أكانت طبيعيّة كالزلازل أو مفتعَلة كالانفجارات"، مركّزًا على أنّ "هذه الدّورة التّدريبيّة تأتي بعد الورشة الّتي نظّمتها النّقابة نهار الإثنين الماضي، وأطلقت من خلالها خطّة الطّوارئ الطّبيّة، خاصّةً أنّ الكوادر الطّبيّة يمثّلون العامل البشري الأساسي، إلى جانب كلّ العاملين في القطاع الصّحي في هذه المعادلة، بمعالجة إصابات الحرب والكوارث على أنواعها".

وشرح ما تتضمّنه خطّة الطّوارئ الطبيّة من بنود، جاء فيها:

"أوّلًا- التحاق الكوادر الطبيّة بالمستشفيات وبالمراكز الطبيّة الّتي يعملون فيها، لمعالجة المرضى والجرحى.

ثانيًا- العمل على توزيع الكوادر الطبيّة لمساندة المستشفيات والمراكز الطبيّة الأخرى على كامل مساحة الأراضي اللّبنانيّة، في حال هنالك نقص وحاجة إلى اختصاصات معيّنة.

ثالثًا- العمل على مساندة المستوصفات ومراكز الرّعاية الأوّليّة والمؤسّسات الصّحيّة والإنسانيّة، في حال تمّ نزوح مجموعات لبنانيّة لمعالجتها، والاهتمام بالأشخاص الّذين تضرّروا من جرّاء الاعتداء أو يعانون من امراض مزمنة.

رابعًا- توزيع الكوادر الطبيّة والاختصاصيّين للمشاركة بتقديم الخدمات الطبيّة والأعمال الجراحيّة، في حال استحداث مستشفيات ميدانيّة لمعالجة الجرحى. والبرهان على ذلك، تمّ يوم أمس في ​رميش​ على الحدود اللّبنانيّة الجنوبيّة، تجهيز مدرسة رسميّة بأسرّة وغرفة عمليّات ومعدّات طبيّة وأمصال وأدوية، بدعم من بلدية رميش، بالتّوازي مع تكليف طبيب جرّاح وطبيب أمراض قلبيّة وطبيب أمراض داخليّة وتقنيّين وممرّضات؛ فتحوّلت هذه المدرسة إلى مستشفى ميداني لإجراء الأعمال الجراحيّة البسيطة وتخفيف الضّغط على مراكز الطّوارئ".

كما أكّد أنّ "ما نقوم به اليوم أساسي في خطّة الطّوارئ الطّبيّة، لأنّني أكيد أنّ في حال اندلاع حرب، ستتواجدون إلى جانب مصاب أو جريح، فما ستتعلّمونه اليوم سيساعدكم لإنقاذ حياته".

من جهته، شدّد وزير الصحّة العامّة في حكومة تصريف الأعمال ​فراس الأبيض​، على أنّ هناك "ثلاثة عوامل ضروريّة وهي الجهوزيّة أوّلًا، الثّقة بالقطاع الطبّي ثانيًا، والإرادة والإصرار ثالثًا"، مشيرًا إلى أنّ "الجهاز الصحّي أثبت قدراته أثناء المحن، والدّليل نجاحه أثناء التّعامل مع جائحة كورونا وسائر الملمات". وأعرب عن أمله في "انقضاء هذه المحنة في سرعة قصوى، ووقف إطلاق النّار رحمةً بالمدنيّين".