عشرات الضحايا ومئات الجرحى كانت حصيلة القنابل العنقوديّة التي ألقتها ​اسرائيل​ على ​جنوب لبنان​ عام 2006 خلال الأيام الأخيرة من حرب تموز، رغم أن هذا السلاح محرّم دولياً منذ العام 2010 ومحظور من قبل 123 دولة حول العالم، إلا أنّ القانون لم يكن يوماً عائقاً أمام العدو الذي لم يوقّع على معاهدة تحريم هذا السلاح، ويمعن بخرق كل القوانين الدولية في جريمته في غزّة، كما فعل ذلك سابقاً في لبنان أيضاً، وهو ما يتحضّر لفعله، بحسب بعض التقارير، في أيّ حرب جديدة مع لبنان بواسطة منظومة "راعم إيتان" أو "ريم ايتان" أو "الرعد القوي" المتطورة.

في بداية الصيف الماضي زوّدت ​الولايات المتحدة الاميركية​ القوات الأوكرانيّة بمنظومات جديدة من القنابل العنقوديّة، وهو ما أثار بلبلة واسعة في دول العالم وتصعيد كبير من روسيا التي اعتبرت أن هذا النوع من السلاح قد يؤدّي الى اندلاع حرب عالميّة، ولكن طبعاً ما هو ممنوع عالمياً، مسموح اسرائيلياً.

في تعريف للقنابل العنقودية فهي تتكون من عبوة ينطلق منها عددا كبيرا من القنابل الصغيرة في الهواء، وتستخدم للهجوم على أهداف مختلفة مثل العربات المدرعة أو الأشخاص، أو لإضرام الحرائق، ويمكن للقنابل الصغيرة الموجودة داخلها أن تغطي منطقة كبيرة، حيث يتم قذفها من ارتفاعات متوسطة أو عالية، مما يزيد احتمالات انحرافها عن الهدف حيث إنها تفتقر إلى التوجيه الدقيق.

تنفجر ​القنابل العنقودية​ على مساحات واسعة، وهي تعتبر ذخائر فعّالة ضد التحصينات والخنادق، ومؤخّراً تُشير بعض المعلومات الى أنّ الجيش الاسرائيلي نشر منظومته الجديدة من القنابل العنقوديّة وتدعى منظومة "راعم إيتان"، والتي دخلت الخدمة منذ 3 أعوام تقريباً، وأعلن عن دخولها العمل ضد ​حزب الله​ الإعلام الإسرائيلي في كانون الأول من العام 2020، وهي منظومة صواريخ، يحتوي الصاروخ منها على 64 قنبلة، وهي النسخة الجديدة من صواريخ دقيقة تعتمد على القنابل العنقوديّة، حيث يمكن استخدامها في المناطق المفتوحة، وتغطي مساحة واسعة وكبيرة في وقت واحد، وستكون تحت قيادة كتيبة الصواريخ التابعة للواء النار في سلاح المدفعية الاسرائيلي.

بالنسبة لهذه المنطومة فهي تتميّز عن سابقاتها بحسب مصدر عسكري مطّلع بأمرين أساسيين، الأول هو أن نفس الراجمة المكونة من 12 صاروخاً، يحتوي الواحد منها على 64 ​قنبلة عنقودية​، قادرة على ضرب هدفين بعيدين عن بعضهما البعض في وقت واحد، بعد إدخال الإحداثيات، أي بإمكانها إطلاق الصواريخ باتجاه هدف في الشرق وآخر في الغرب، أما الأمر الثاني فهو بنسبة انفجار القنابل العنقودية داخل الصاروخ، حيث كانت نسبة فشل انفجار القنابل في الصواريخ السابقة تصل الى 40 بالمئة، أيّ كل 100 قنبلة ستبقى 40 منها غير منفجرة، بينما في المنظومة الجديدة لا يوجد نسبة فشل، أيّ أن نسبة كبيرة جداً منها ستنفجر.

يُشير المصدر العسكري عبر "النشرة" الى أنّ المنظومة الجديدة مطوّرة للمناورة وسرعة الرد على الهدف، وقد يُقال أنّ عدد القنابل بكل صاروخ والذي هو 64 قنبلة قد يكون قليلاً، ولكن هذه المنظومة ستطلق بالحدّ الأدنى 6 صواريخ على هدف واحد، أيّ 384 قنبلة عنقوديّة، تغطي مساحة واسعة، ففي حرب تموز اطلق العدو الاسرائيلي 4 مليون قنبلة عنقودية، مليون منها لم تنفجر وتسبب بمآسٍ للجنوبيين.

إذا، بحسب المصدر العسكري فهذه الصواريخ تغطّي مساحة كبيرة ومحيطها من كل الجهات، وتفاديها قد يكون صعباً في حال لم يجد المستهدف سقفاً بمواصفات معينة يحتمي به، فهذه القنابل العنقودية مضادة للدروع أيضاً، ولتفاديها يجب تواجد سقف مع سماكة ترابية، أو خلق فراغ ولو بسيط بين سقفين، وهو ما يؤدي الى "موت" قوتها.

لا يكتفي العدو بالمجازر التي يرتكبها بحق البشر والشجر والحجر، في ​فلسطين​ ولبنان، فهو بترسانة أسلحته يتحضر لشن المزيد من المجازر ولو بأسلحة محرمة دولياً، كالفوسفور الأبيض، وسلاح القنابل العنقودية.