تستحق معركة التمديد لقائد الجيش ​العماد جوزاف عون​ أن تُطرح حولها الكثير من علامات الإستفهام، لا سيما بالنسبة إلى أداء الجهات التي دعمت هذا الخيار منذ البداية، نظراً إلى التداعيات التي تركها هذا الأمر على أكثر من صعيد، لدرجة بات من الممكن الحديث عن أن بعض داعمي التمديد هم أكثر من أضرّ بصورة العماد عون في هذه المرحلة الحساسة.

من حيث المبدأ، بات العماد عون جزءاً من الصراع السياسي في البلاد، منذ لحظة الإعلان عن تبنيّ ترشيحه ل​رئاسة الجمهورية​ من قبل بعض الأفرقاء، بالرغم من أنّ هؤلاء كانوا يدركون مسبقاً أن مثل هذا التبني سيقود الأفرقاء الآخرين إلى رفع الفيتوات بوجهه، خصوصاً أنهم كانوا بعزّ دعمهم لخيارات أخرى، وبالتالي كان من الطبيعي أن يذهب هؤلاء إلى محاربة هذا الترشيح.

في هذا السياق، تطرح مصادر متابعة، عبر "النشرة"، أسئلة حول ما إذا كان قائد الجيش لا يزال مرشحاً رئاسياً جدّياً، نظراً إلى أنّ التطورات أثبتت أنه بات مرشحاً لفريق في مواجهة أفرقاء آخرين، بغضّ النظر عمّا إذا كان هو شخصياً في وارد القبول بهذا الأمر، حيث تلفت إلى أنّ توقيت طرح إسمه لم يكن موفّقاً، وهو ما قاد إلى هذا الواقع، لدرجة أن جهات دولية عدّة لم تعد تتعامل مع ترشيحه على أساس أنه من الخيارات التي من الممكن التوافق عليها.

من وجهة نظر هذه المصادر، ما حصل على مستوى ​الإستحقاق الرئاسي​ تكرر، في الأسابيع الماضية، مع معركة التمديد له في ​قيادة الجيش​، حيث تلفت إلى أن داعمي قائد الجيش ذهبوا إلى رفع شعارات كان من المؤكد أنها لن تمر مرور الكرام عند الأفرقاء الآخرين، من وضع هذا الأمر في إطار أنه الهدف لقوى المعارضة أو ربطه في سياق أنّه من ضمن معركة لمنع السيطرة على قرار المؤسّسة العسكريّة، وصولاً إلى الحديث عن أنّه مرتبط بتنفيذ القرارات الدوليّة، لا سيّما القرارين ​1701​ و​1559​.

بالنسبة إلى المصادر نفسها، معركة التمديد كان من الممكن أن تكون أسهل، فيما لو لم تذهب تلك القوى إلى تلك الشعارات، التي كان من الطبيعي أن تثير الحساسيّات لدى الأفرقاء الآخرين، خصوصاً أنّ اللحظة التي تمرّ بها المنطقة غير مؤاتية لذلك، في حين هم كانوا يدركون أنّهم لا يستطيعون أن يؤمّنوا الحصول على التمديد من دون موافقة الآخرين، سواء كان ذلك في ​مجلس الوزراء​ أو في ​المجلس النيابي​.

في هذا الإطار، تشير المصادر المتابعة إلى أنّه عند طرح إسم قائد الجيش رئاسياً، كانت بعض الجهات ترسم علامات إستفهام حول ما إذا كان هذا الترشيح من قبل البعض جديًّا، نظراً إلى أن مجرد إعلانهم عن ذلك سيقود إلى إضعاف حظوظه، وهو ما يدفع اليوم إلى السؤال عما إذا كان البعض من داعمي التمديد كانوا يريدون ذلك فعلاً، أم أن لديهم أهدافا أخرى، خصوصاً أنهم، قبل أشهر قليلة، لم يترددوا في إنتقاد أدائه في التعامل مع بعض الملفات.

في المحصّلة، ترى هذه المصادر أنّ المرحلة المقبلة ستكشف الكثير من التفاصيل حول حقيقة مواقف الأفرقاء من هذه المسألة، لكن الأكيد أنه، في حال كانت النوايا صافية، فإن المعركة لم تخاض بالشكل المطلوب، بينما التداعيات، على المدى البعيد، ستكون كبيرة، خصوصاً أنها ستشمل الأمور الحساسة، وهو ما كان يجب التنبّه له منذ البداية.