أشار رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للرّوم الملكيّين الكاثوليك المطران ​ابراهيم مخايل ابراهيم​، خلال ترؤّسه قدّاس ​عيد الميلاد​ في ​مستشفى تل شيحا​، بمشاركة رئيس "جامعة القديس يوسف" في بيروت ورئيس مستفى أوتيل ديو الأب البروفسور ​سليم دكاش​، إلى أنّ "الميلاد هو موسم الفرح والهدايا والزّينة والأضواء، موسم تخطّي الصّعاب، الصّمود وتثبيت الهدف، والسّير نحو المسيح دون أن يتمكّن أيّ شيء من تغيير مسارنا".

من جهته، لفت الأب دكاش، إلى أنّ "الله هو وحده الصّادق، وهذه كلمة جوهريّة وأساسيّة، لأنّه أعطانا ابنه الوحيد ​يسوع المسيح​، الكلمة الّتي تغيّرنا من الدّاخل والّتي سكنت فينا في المعموديّة، تعطينا الرّجاء لكي نبني من أجل المستقبل".

وركّز على أنّه "الصّادق، يعد ويفي، ونحن اليوم على مستوى المستشفى، الوعد هو أنّنا جميعًا مجتمعون كعائلة مسيحيّة لأننا جميعاً معمّدين بالرّوح القدس ولدينا هدف واحد، هو أن نبني مجتمع السّلام ومجتمع المحبّة، حضارة الإيمان والسّلام والثّقة ببعضنا البعض".

وذكر دكّاش أنّ "كثرًا يتحدّثون عن وعود، وفي عالم السّياسة الّذي هو عالم بشري، وأنتم تعرفون أنّه إذا دخل أحدهم عالم البشريّات من الصّعب أن يتركه، يقدّم السّياسي الكثير من الوعود، لكنّه في النهاية لا يفي بأيّ من وعوده. الوفاء صعب، ومن الصّعب أن نصدّق أحدًا عندما نرى أنّ الكلام بقي على مستوى الكلام. أمّا مع يسوع المسيح ومع الكنيسة والمجتمع الّذي نكوّنه نحن، مجتمع المؤمنين، لدينا رسالة سلّمنا إيّها يسوع المسيح ولا نستطيع إلّا أن نكون أوفياء لها".

وبيّن "أنّنا اليوم نجتمع حول ​المغارة​ كبارًا وصغارًا، في أيّ منصب كنّا، وفي إنجيل الميلاد يقول الملاك "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام، والرّجاء الصّالح لبني البشر". وأوّل من بشّرهم هم الرّعاة، والمجوس عرفوا من علامة فلكيّة وأتوا جميعًا، ومعنى ذلك أنّ كلّ البشريّة اليوم متحلّقة حول المغارة"، منوّهًا إلى "أنّني معجَب أنّ الكثير من الأديان الأخرى تنظر إلى المغارة اليوم. ومن المهمّ جدًّا أن نترك المجال لكلّ النّاس أن تنظر وتجتمع حول المغارة، لأنّها مصدر نور ومصدر فرح للبشريّة، مصدر إيمان وثقة ببعضنا البعض".

كما دعا إلى أن "لنتحلّق إذًا حول المغارة، لكن المهمّ ألّا تبقى شيئًا خارجيًّا، المهم أن يكون قلبنا المغارة، قلبنا الّذي هو بحاجة دائمًا لكي يتجدّد ويقوى ويولد يسوع المسيح فيه"، مشدّدًا على "أنّنا أحيانًا بخطايانا وزلّاتنا نمنع المسيح أن يولد وأن يكون ظاهرًا ويحرّكنا من الدّاخل. من المهم جدًّا أن نتركه يولد فينا ويحرّكنا، ويعطينا العافية لكي نكون شهودًا له في أيّ وقت من الأوقات".

وأضاف دكاش: "عندما نتحلّق حول يسوع في المغارة، فهذا يعني أنّنا أصبحنا مجتمعًا واحدًا، واخوة لبعضنا البعض بالتّساوي، وعلينا أن نساعد بعضنا البعض. ونحن اليوم في مجتمع وفي ظروف صعبة نعيشها على مستوى المنطقة، ​غزة​ الجريحة وجرحها كبير جدًّا، وجنوبنا الجريح، هناك أشخاص استشهدوا، كلّ ذلك يدلّنا على الطّريق الصّحيح الّذي هو طريق التّعاطف. لنجعل مجتمعنا مجتمعًا نموذجيًّا متساندًا وقادرًا أن يتخطّى كلّ الصّعوبات".