أكّد متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للرّوم الملكيّين الكاثوليك، المطران ​جورج بقعوني​، خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي ورتبة تبريك الشّموع في كاتدرائية النبي ايليا- ساحة النّجمة مساء أمس، لمناسبة عيد دخول المسيح إلى الهيكل وعيد الأبرشيّة ويوبيل المئويّة الثّالثة، أنّ "هذا العيد مهمّ جدًّا، لأنّه يشرح لنا الهدف من تجسّد ابن الله الّذي جاء ليخلّص البشريّة".

وأوضح "أنّنا نحتفل إذًا بالخلاص، وهذا الخلاص ائتمن يسوع ​الكنيسة​ عليه بعد قيامته وصعوده إلى السّماء، فوديعة الخلاص ائتمنت للكنيسة الّتي من رسالتها أن تنقل الخلاص ومحبّة الله لكلّ البشر"، مشيرًا إلى أنّ "الأبرشيّة موجودة لتنقل خلاص ​يسوع المسيح​ ولتحمل المحبّة للآخرين، فأبرشيّة بيروت وكنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك وكلّ الكنائس في العالم، مدعوّة لتكون شاهدةً لمحبّة الله، وان تنقل محبّة الله الّتي تتضمّن خلاصًا ورحمةً وافتقادًا للفقراء وإصغاءً للمهمّشين وقيمًا وأخلاقًا مسيحيّةً نشأنا عليها، وتطلب منّا التّوبة وتمنحنا الغفران".

وشدّد بقعوني على "أنّنا علينا ككنيسة أن نفحص ضمائرنا، ماذا فعلنا بوديعة الخلاص وبوديعة المحبّة؟ لا شيء أعظم من خدمة المحبّة وخدمة الخلاص، وكلّ نقاش وكلام وعمل ورسالة وكلّ خدمة نقوم بها خارج هذين الهدفَين، بمثابة تضييع للمسار".

ولفت إلى أنّ "كلّ مرّة نسيئ فيها للمحبّة في رعايانا وفي علاقاتنا، ندمّر الشّهادة المسيحيّة"، داعيًا إلى "المصالحة وطلب السّماح والمغفرة لبعضنا البعض. فالدعوة في هذا "اليوبيل"، هي للمسامحة والغفران ولفحص رسالتنا، فإرثنا ومجدنا منذ ثلاثمئة سنة إلى اليوم هو في الشّهادة ليسوع المسيح، الّتي يتمّ التّعبير عنها بالطّقوس والصّلوات والاحتفالات وهذا جيّد، ولكن الأمثل هو كيفيّة التّعبير عنها في حياتنا الشّخصيّة، في شهادة حياتنا وفي التّوبة عن خطايا قمنا بها عن معرفة أو عن غير معرفة".

وأضاف: "يجب أن نكون شهودًا ليسوع بحياتنا وبمسلكنا، وليس بكلامنا فقط. إنّ صفحات التّواصل الاجتماعي مليئة بالمواعظ، والخطابات الرّوحيّة، والأمور اللاهوتيّة والنّظريّات، أمّا الشّباب والمؤمنون فبحاجة ليروا شهودًا للمسيح".