لبست المناطق الجبلية الحلّة البيضاء بعد الأعياد الميلادية... إستعدّت البلدات في أعالي كسروان لهذا الموسم، الذي يُؤمل أن يكون واعداً ولو أنه تأخّر قليلاً، التحضيرات في تلك المناطق لاستقبال الزوار والراغبين بممارسة رياضة التزلّج كبيرة وكبيرة جداً، كيف لا! وأغلب من سكان تلك المناطق وأصحاب المحال والمطاعم ينتظرون هذا الموسم لتأمين مدخول كاف لفترة زمنية ليست بقصيرة.

الأزمة الاقتصادية التي ضربت ​لبنان​ وأثّرت كثيراً على الناس وعلى طريقة حياتهم ألقت بظلالها حتى على التزلّج، فلم يعد بالإمكان رفع أسعار البطاقات لأن أحداً لن يحضر، وبنفس الوقت لا يمكن باستمرار الاسعار على ما هي عليه أيضاً لأن هذا لن يساعد أصحاب ​مراكز التزلج​ على البقاء وتأمين المصاريف التشغيلية... اليوم ومع عودة الحياة رويداً رويداً الى سابق عهدها حتى بالأسعار بدأت هذه الأماكن السياحيّة تستعيد جزءًا من عافيتها.

عندما تصل الى ​كفرذبيان​ في عطلة نهاية الأسبوع خصوصاً، تجدها مقتظّة بالناس وبالراغبين بممارسة هواية التزلّج، فالموسم الّذي كان يبدأ بمنتصف كانون الأول وينتهي بمنتصف نيسان وصل ولو متأخّرًا مع تساقط ​الثلوج​ بعد الاعياد.

في هذا السياق يرى عضو بلدية كفرذبيان نجيب عقيقي، أن "الموسم بدأ متأخرا والمتوقع ألاّ يشبه السنوات السابقة وعلى الارجح سيكون قصيراً، وبعد آخر منخفض جوي شهدت المنطقة إقبالاً كثيفاً رافقها امتلاء المطاعم والمقاهي و​الفنادق​ وخصوصا في نهاية الاسبوع". أما في بلدة ​فاريا​، فتشير مصادر مطلعة على أوضاع المنطقة بالقول أن "الموسم جيّد والإقبال كثيف وهو أكثر من السنوات السابقة".

عادت الحركة الى مراكز التزلج والسبب الأساسي قد يكون عودة الأسعار الى سابق عهدها. ويشير عقيقي الى أنها "تتراوح في كفرذبيان ما بين 25$ الى 60$، وهذا يعني أنها عادت الى سابق عهدها قبل حصول الأزمة"، لافتا في نفس الوقت الى أن "​تساقط الثلوج​ يجلب السواح الى المنطقة لممارسة رياضة التزلج أو المشي أو لركوب "السكيدو"، وهؤلاء السواح يأتون ليس فقط من لبنان بل من مختلف بلدان العالم كون البلدة تحتوي على أكبر مجمع للتزلج في ​الشرق الأوسط​".

اللافت في استعدادات المناطق الجبلية ليست فقط بمراكز التزلج فحتى الفنادق والمطاعم وغيرها تتحضّر. ويلفت عقيقي الى "وجود خيارات متنوعة للراغبين في القدوم الى البلدة فهناك الفنادق الفخمة وبنفس الوقت هناك بيوت ضيافة بأسعار مدروسة"، شارحاً أن "الموسم يستقطب حوالي 5 الاف سائح بين متزلجين وهواة وفي نهاية الأسبوع يصل الى حدود العشرة آلاف سائح، لذا فإن المنطقة تنتظر الثلوج وهذا الموسم لتنتعشوتبقى على قيد الحياة طيلة السنة، وبالتالي إذا لم يكن كما يجب فهذا يؤثر على معيشة الناس في المنطقة من سائق التاكسي وصولا الى مدير الفندق".

إذاً، الواضح أن المناطق الجبلية اللبنانية إستعدت جيداً لهذا الموسم ويبدو أن عشّاق ممارسة رياضة التزلج ليسوا بقلائل، فهل يمتدّ الموسم الى نيسان ويساهم في تأمين معيشة العائلات التي تقطن في تلك المناطق؟!.

​​​​​​​

​​​​​​​ ​​​​​​​